أكَّدت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن مبادرات الأخوة الإنسانية، وبناء دور عبادة مستقلة لغير المسلمين لأداء شعائرهم مع الحفاظ على هوية كل دين وخصوصيته واستقلاليته لا يعد دمجًا للأديان، ولا هو من قبيل تلك الدعوات الباطلة المشبوهة التي استهدفت انصهار الأديان ومزجها في دين واحد، بل هو جائز شرعًا نظرًا لما يترتب عليه من مقاصد إنسانية، يدعو إليها الدين الإسلامي بل وتدعو إليها كافة الشرائع السماوية.
وأضاف المجمع في بيان له أن مشروع بيت العائلة الذي يمثل أحد مبادرات الأخوة الإنسانية، وهو عبارة عن مسجد مجاور لكنيسة وكنيس، يفصل بين دُور العبادة لكل دين على حدة في المبنى والمعنى، كما أن تجاوُرَ دور العبادة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية قديم وموجود في كبرى المدن والعواصم الإسلامية وليس أمرًا مبتدعًا، وقد أنشأ الأزهر مع الكنائس المصرية من قبل ما يسمى ب “بيت العائلة المصرية” بلجانه المشتركة بكل محافظات مصر، الذي يرأسه شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية معًا، وله فروع في كل محافظات مصر وممثلون نصفهم من القساوسة ونصفهم من الشيوخ.
وكانت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قد أصدرت بيانًا ذكرت فيه أنه إشارة إلى ما يثار من دعاوى حول تكوين كيان عقدي يجمع الديانات السماوية الثلاث في دينٍ واحد تحت مسمى (الديانة الإبراهيمية)، فإن الأزهر الشريف سبق أن حسم أمرها وبيَّن خطورتها، وأنها لا تتفق مع أصول أي دين من الأديان السماوية ولا مع فروعه، ولا مع طبيعة الخلق وفطرتهم التي تقوم على الاختلاف في اللون والعرق وحرية العقيدة، كما أنها تُخالف صحيح ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وما اتفق عليه إجماع علماء كل دين من الأديان، وكل ملة من الملل، موضحًا أن هذا الرفض لا يتعارض مع التعاون في المشتركات بين الأديان لتقديم العون والمساعدة للناس وتخفيف آلامهم وأحزانهم، وأن حرية اختيار المعتقد لا تمنع التواصل الإنساني مع أتباع الديانات الأخرى والتعامل معهم على أساس العدل والاحترام المتبادل.