كتبت – سماح عثمان
أشعلت قضية سد النهضة الرأي العام الدولي من جديد، بعدما أعلنت مصر بشكل رسمي فشل المفاوضات مع الجانب الإثيوبي وتعنته الدائم في بناء وملئ السد وحرمان مصر من حقها في مياه النيل، إذ لجأت مصر من قبل إلى مجلس الأمن وهو مالم يتوصل لنتيجة وبقى الوضع كما هو عليه، إلى أن خرج الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن التصريحات الدبلوماسية وبدأ يتحدث بلهجة غاضبة.
لا يمكن إلقاء اللوم أبدا على مصر
وقال ترامب: “دعوت السودان، لضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن الخلاف حول سد النهضة مع إثيوبيا ومصر”.
وأضاف الرئيس الأمريكي بقوله “نأمل في التوصل إلى حل ودي قريبا، وأخبرت مصر أيضا بنفس الشيء”.
وقال الرئيس الأمريكي: “توسطت للوصول إلى اتفاق لحل المشكلة، لكن إثيوبيا خرقت الاتفاقية، ما أجبرنا على قطع التمويل عنها”.
وأوضح بقوله “لقد أبرمت صفقة لهم، ولكن لسوء الحظ قامت إثيوبيا بخرق الصفقة، وهو ما لم يكن عليهم فعله”.
وأردف ترامب قائلا “لقد كان خطأ كبيرا، لن يروا (إثيوبيا) الأموال أبدا ما لم يلتزموا بالاتفاق”، وتابع قائلا “لا يمكن إلقاء اللوم أبدا على مصر، لكونها منزعجة قليلا”.
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن مصر قد تفجر سد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أن أديس أبابا خرقت الاتفاق.
وجاءت تصريحات ترامب للصحفيين عقب مكالمة هاتفية جمعت بينه وبين عبد الله حمدوك رئيس الحكومة السودانية للنقاش حول سد النهضة ومختلف القضايا الأخرى.
أثيوبيا تستدعي السفير الأمريكي لتوضيح تصريحات ترامب
وطلبت إثيوبيا من السفير الأميركي مايك راينور، اليوم السبت، توضيحات بخصوص تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخاصة بتفجير مصر لسد النهضة.
ونشرت صفحة وزارة الخارجية الإثيوبية بيانا قالت فيه “استدعى وزير الخارجية غيدو أندارغاشو، السفير الأميركي، مايك راينور، من أجل توضيح تصريح الرئيس الأميركي عن سد النهضة خلال مكالمته مع رئيسي وزراء إسرائيل والسودان”.
تصريحات ترامب مضللة ولن نخضع لأي تهديد لسيادتنا
وأضاف بيان الخارجية الإثيوبية أن “الوزير غيدو أكد على أن التصريحات بخصوص النهضة وعملية المفاوضات مضللة، وأن السد لا يوقف تدفق مياه النيل”.
وتابع البيان “لقد أبلغ الوزير السفير الأميركي، أن إثيوبيا لم تقبل ولن تقبل أن تخضع لأي تهديد لسيادتها، وستلتزم بمواصلة المفاوضات الثلاثية تحت إطار العمل الخاص بالاتحاد الأفريقي”.
واشنطن قطعت مساعدات عن أديس أبابا بملايين الدولارات
رد رئيس الورزاء الإثيوبي، آبي أحمد، على اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإثيوبيا بانتهاك اتفاق عكف على إعداده لحل النزاع بشأن سد النهضة، والذي قطعت على إثره واشنطن مساعدات عن أديس أبابا بملايين الدولارات.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إن «سد النهضة هو سد إثيوبيا، والإثيوبيون سيكملون هذا العمل لا محالة، ولا توجد قوة يمكنها أن تمنعنا من تحقيق أهدافنا التي خططنا لها، ولم يستعمرنا أحد من قبل، ولن يحكمنا أحد في المستقبل».
وأضاف آبي أحمد، في بيان، أنه «لا يمكن لأحد أن يمس إثيوبيا ويعيش بسلام، والإثيوبيين سينتصرون».
وأضاف أن «هناك أصدقاء صنعوا معنا هذا التاريخ كما أن هناك أصدقاء خانوا خلال صناعتنا لهذا التاريخ، هذا ليس جديدا على إثيوبيا».
تصريحات ترامب تؤكد أن مصر دولة كبيرة
قال الدكتور صلاح هاشم أستاذ التنمية والتخطيط بجامعة الفيوم أن تصريح ترامب فيما يتعلق بسد النهضة يؤكد على نجاح التحركات الدبلوماسية للخارجية المصرية وكسب ثقة المجتمع الدولي في إثبات حقها التاريخي في مياه النيل.
وأضاف هاشم في تصريح لـ”أوان مصر“، أن الدبلوماسية المصرية أحرجت الحكومة الأثيوبية واثبات تعنتها في المفاوضات، واستعادة مصر لمكانتها الدولية وقدرتها على التأثير في التوجهات الدولية ومجريات الأمور وأنها دولة ذات سيادة دولية وثقل دولي.
وأشار هاشم، أن مصر اتخذت الضوء الأخضر للدفاع عن حقوقها المائية بالطرق المناسبة دون أن يلومها طرف، بعد ان سلكت كافة الطرق السلمية في التفاوض “والحق إن لم يسترد ينتزع”، كما أن تصريحات ترامب كونه رئيس أكبر دولة بالعالم تؤكد على أن مصر دولة كبيرة لاتخاف ولا تهاب أحد ولا تهدر حقوقها.