كتبت – سماح عثمان
“ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ۚ وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ،وإن منها لما يهبط من خشية الله،وما الله بغافل عما تعملون” كانت الآية القرآنية أصدق كلام وأبلغ حديثا عبر عنهم..أطفال فى سن الزهور ربما اقصى أحلامهم وطموحاتهم، لعبة جديدة، ولكن سبقت أحلامهم السكين، لتنهي حياة ثلاثة ملائكة بسكين بارد، بعدما أقدم مجهول وربما أكثر على ذبحهم، وإلقاء جثثهم بجوار أحد المنازل القديمة بالمريوطية، ثلاثة أطفال لم يعوا معني أن هناك بشر يقتلون من أجل المال، هل بكوا عندما كانوا ينتظرون دورهم فى الذبح، كيف لم يشفق القاتل عليهم ولم يستمع إلي صراخهم، وكيف يصل بالإنسان إلي هذا المستوي من الإنحطاط الذي يدفعة لقتل أطفال من أجل أي شيء، هذه ليست قصة خيالية بل واقعية حدثت بالفعل .
أكد بعض الشهود ان الجثث عليها علامات تعفن، مما يرجح أن واقعة قتلهم ترجع لعدة أيام مضت، وأن المناظرة الأولية أوضحت أنه تم التخلص منهم ذبحًا.
حادث اطفال الهرم الذي مازال كان بمثابة طرف الخيط الذى التقطناه لتفجير أخطر قضية فى مصر الا وهى تجارة الاعضاء البشرية، ونكشف فى هذا التحقيق ان هناك حيل كثيرة يقوم بها مافيات تجارة الاعضاء عن طريق صفحات الفيس بوك .
منذ أيام قليلة قامت مديرية أمن الإسكندرية بالقبض على وفاء.ع، والتى عملت سمسارة لتجارة الأعضاء البشرية، حيث تقوم بخطف الأطفال وبيعهم للأجانب بقصد الإتجار فى الأعضاء البشرية، ويعاونها حوالى 12 رجلا وثلاث سيدات، حيث تم رصد الشبكة فى حى الإبراهيمية بالإسكندرية.
وأكد على. ع، أحد أهالى منطقة الإبراهيمية، أن المنطقة والعديد من المناطق بالإسكندرية كانت تعيش فى حالة رعب شديدة عقب اختفاء العديد من الفتيات والأطفال وخطفهم، إلى أن تم إلقاء القبض على شبكة وفاء وشهرتها وفاء اليتيمة وكشفت التحقيقات أنها كانت تتعامل مع الراغبين فى بيع أعضائهم مقابل مبلغ من المال، ويتم توفير الأعضاء المطلوبة للعملاء الراغبين فى الشراء.
مطلوب متبرعين.. منسق تبرع.. مكافأة من المريض للمتبرع والعملية تتم بموافقة وزارة الصحة، ستار يتخفى وراءه تجار الأعضاء البشرية ليقوموا بأعمالهم الدنيئة القذرة، يدعون أن قصدهم وجه الله تعالى وإنسانيتهم ملحده.. يخدعوك بأنهم فريق طبي متكامل وأيديهم لك جازرة.. يزعموا بأن لن يعلم بأمرهم أحد لكن نهايتهم ساقطة.
تتم عملية البيع على مراحل بدءا من السمسار الذي يبحث عن ضحيته ثم التفاوض على المقابل المادي الذي يتراوح بين 5 آلاف 30 ألف دولار. وبعد ذلك يأتي دور معمل التحليل للتأكد من مطابقة الأنسجة بين البائع والمريض ثم في النهاية التواصل مع الطبيب والمستشفى لإتمام “الصفقة”.
صحتي ليست للبيع
وهو ماكشف عنه “عماد محمد” الذي سرد واقعة صادفها عند شراؤه مناديل من أحد الباعة على سلالم إذ فتح الرجل قلبه وحدثه عن محاولة سرقة أعضاؤه بالتحايل، فقال” جاء لي أحد الأشخاص وعرض علي مبلغ ضخم مستغلا فقري والعبئ المادي على كاهلي بعد علمه بمسئوليتي عن أسرة كبيرة، فدخل لي من طريق احتياجي فقال لي أن أتبرع بأحد أعضائي مقابل 10 آلاف جنيه وأن العملية ستكون على حسابه الشخصي، فرفضت.
وتكرر طلبه عدة مرات حتى أوصل المبلغ إلى 15 ألف جنيه ولكنني رفضت في كل مرة، فصحتى ليس لها ثمن ولا يوجد عائل للأسرة غيري.
مطلوب متبرعين بالدم بمقابل مادي ..أبرز حيل استقطاب الضحايا
وقد انتشرت خلال الفترة الماضية العديد من صفحات «الفيس بوك»، معلنة لطلب التبرع مقابل المال، أبرزهم صفحة على موقع فيس بوك كاتبة: ” إلى كل من يبحث عن متبرع أيا كانت الفصيلة موجودة بإذن الله تعالى وأسال الله الشفاء من كل داء ، والله الموفق والمستعان كما نقبل متبرعين من اليمن والسودان وفلسطين وسوريا والسعودية مقيمين فى مصر أو يمكنهم الحضور إلى مصرالفصائل المطلوبة بنسبة للمتبرعين A او O الفصلتين موجب أو سالب”.
تفشت ظاهرة الاتجار بالأعضاء في السنوات الماضية وفى مصر على وجه الخصوص، حيث أجرى «التحالف الدولي لمكافحة تجارة البشر» دراسة في منتصف العام قبل الماضي، أكدت أن مصر تحتل المركز الثالث عالميًا في تجارة وزراعة الأعضاء البشرية، بعد الهند والصين، بالإضافة أنها تشهد سنويًا 1500 عملية زراعة أعضاء غير قانونية.
أكبر عصابة لتجارة الأعضاء أبطالها أطباء
يذكر الأجهزة الأمنية، في أغسطس عام 2017، تمكنت من القبض على 12 شخصًا متهمين في مافيا تجارة الأعضاء، وهم أطباء وممرضات من داخل إحدى المستشفيات بالجيزة، وفي مايو الماضى نجحت مباحث القاهرة في ضبط تشكيل عصابي تخصص نشاطه الإجرامي في الإتجار بالأعضاء البشرية، حيث تردد شخصين على منطقة ميدان رمسيس لاستقطاب الشباب من العمالة محدودي الدخل المتواجدين بالميدان وحثهم على بيع أعضائهم البشرية مقابل مبالغ مالية.
وخلال عام 2018م ، تم القبض على 6 عصابات في «المرج، والسيدة زينب، والخليفة، والأزبكية، والمعادي، كانوا يستدرجون الفقراء والمغتربين والمتعسرين ماديًا للتبرع بأعضائهم .
السجن المشدد لكل من قام بنقل أو تجارة عضو بشري
وبعد تكرار تلك الحوادث البشعة لجأ مجلس النواب إلى تعديل قانون زراعة الأعضاء وجاء كالآتي: المادة 17 يعاقب بالسجن المشدد وبغرامة لا تقل عن خمسمائة ألف جنيها، ولا تزيد على مليون جنيها، كل من قام بنقل عضو بشرى أو جزء منه بقصد الزرع بالمخالفة لأى من أحكام المواد “2، 3، 4، 5،7” من هذا القانون، وإذا وقع هذا الفعل على نسيج بشرى حى، تكون العقوبة السجن لمدة لاتزيد على عشر سنوات، كما ان المادة 19 يعاقب بالسجن المؤبد وبغرامة لا تقل عن مليون جنية ولا تزيد على مليونى جنية كل من نقل بقصد الزرع أو زرع العضو المنقول بطريق التحايل أو الاكراه وتطبق ذات العقوبة إذا وقع الفعل على جزء من عضو انسان حى، وإذا وقع الفعل المٌشار إليه على نسيج بشرى تكون العقوبة السجن المشدد.