كتبت- أسماء الشيخ
استأنفت المحكمة الجنائية في السودان، برئاسة مولانا عصام الدين محمد إبراهيم قاضي المحكمة العليا، اليوم الثلاثاء جلساتها الخاصة بمحاكمة الرئيس المعزول عمر البشير و27 آخرين، المتهمين في قضية انقلاب يونيو 1989.
يذكر أن المحكمة قامت بعقد جلسة محاكمة للمتهمين، في 25 أغسطس الماضي، وتم تأجيل محاكمة الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، و27 من كبار معاونيه، في قضية اتهامهم بتدبير انقلاب الثلاثين من يونيو 1989، إلى 1 سبتمبر 2020 ، للرد على طلبات هيئة الدفاع عن المتهمين.
من الجدير بالذكر أن المحكمة عقدت، أولى جلساتها الإجرائية في 21 يوليو الماضي، بقاعة معهد تدريب العلوم القانونية والقضائية، وتمت المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة.
ويذكر أنه من بين المتهمين الذين تتم محاكمتهم، 10 عسكريين، وستة مدنيين كانوا متقلدين مواقع وزارية ومناصب حكام ولايات، ومسؤوليات عسكرية أثناء حقبة حكم البشير للسودان.
وجهت المحكمة للمتهمون، تهما تندرج تحت مواد تقويض النظام الدستوري، والانقلاب على الحكومة المنتخبة، وتعد هذه القضية هي الأولى من نوعها، وفي حال الإدانة قد تصل العقوبة إلى الحكم بالإعدام.
انقلاب 1989
أعلن التلفزيون السوداني في 30 يونيو عام 1989، عن استيلاء بعض الضباط التابعين للجيش السودانى على الحكم، وكان ذلك بقيادة العميد عمر حسن أحمد البشير .
ومن ثم لم يكون واضحا في البداية، هوية الانقلاب الجديد، مما ساعد الحكومة الجديدة على أن تنال تأييدا واسعا داخليا وخارجيا.
وعقب الانقلاب تولى عمر البشير منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني، وجمع بين منصب رئيس الوزراء ومنصب رئيس الجمهورية، حتى تمت الإطاحة به في عام 2019، بعد حكما دام 30 عاما.
الإطاحة بالبشير عام 2019
أطاح الجيش السوداني بالبشير في أبريل 2019، وذلك إثر احتجاجات شعبية اندلعت واستمرت عدة أشهر.
وتتولى الحكم في السودان حالياً سلطة انتقالية، يستمر عملها لمدة 3 سنوات، ثم تجرى بعدها انتخابات عامة.
اندلعت الثورة السودانية يوم 19 ديسمبر من عام 2018 ، وكان ذلك احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية، وغلاء أسعار المعيشة، وتفشي الفساد الحكومي، واستمرار الحرب الاهلية في الأقاليم في مدينتي الروصيرص، وسنار، وازدادت حدتها في مدينتي بورتسودان شرق البلاد، وعطبره شمالها، والقضارف في الشرق.
ثم امتدت التظاهرات في اليوم التالي، إلى مدن أخرى من بينها العاصِمة الخرطوم ، وأم درمان والأبَيض في ولاية شمال كردفان.
حاولت السلطات قمع تلك الاحتجاجات السلمية، مستخدمة أنواع شتى من الأسلحة، بما في ذلك الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، واستخدمت قوات الأمن في بعض المدن الرصاص الحي، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المتظاهرين.
وفي 11 أبريل 2019، أعلن الجيش خلع الرئيس عمر البشير عن السلطة، وبدء مرحلة انتقالية لمدة عامين تنتهي بإقامة انتخابات رئاسية جديدة.
وبدأت محاكمة البشير في 19 أغسطس، عام 2019، وأصدرت المحكمة الجنائية الخاصة في 14 ديسمبر عام 2019، الحكم عليه.
وحكم القاضي بإيداع البشير في مؤسسة إصلاحية لمدة عامين، ويتم بعدها حسم المدة حال الانتهاء من التحقيقات.
إقرأ أيضا: