عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، قمة ثلاثية مع ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بمدينة شرم الشيخ، في خطوة لإحداث تقارب وجهات النظر حول عديد من القضايا الإقليمية والعالمية، على رأسها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والملف النووي الإيراني، الذي شارفت الأطراف المعنية على الانتهاء منه، بحسب تصريحات مسئول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب أوريل، خلال منتدى الدوحة للحوار.
وهو ما يشكل تهديدًا صريحًا لدول الخليج العربي، على رأسها السعودية والإمارات، اللتين تعانيان من هجمات مليشيات الحوثي المدعومة من طهران، بينما تزداد مخاوف تل أبيب من الدولة الفارسية التي تعدها عدوها الأول بالمنطقة، خاصة مع دعمها لحزب الله في جنوبي لبنان وسوريا.
وبالنسبة لمصر فالخطر يتمثل في تهديدات المليشيات الإيرانية على الملاحة بمضيقي باب المندب وهرمز، وما له من تأثير على عبور لقناة السويس،فضلًا عن تهديد أمن الخليج العربي، الذي يعد أمن قومي مصري، إذ شدد الرئيس السيسي على التزام مصر “بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره”، خلال لقائه الأخير مع بن زايد في قمة جمعتها بالعاصمة الإمارتية أبو ظبي.
تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية ان اللقاء تناول التباحث بشأن تداعيات التطورات العالمية خاصة ما يتعلق بالطاقة، واستقرار الاسواق، والامن الغذائى، فضلاً عن تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه آخر مستجدات عدد من القضايا الدولية والاقليمية.
في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل للتوسط بين روسيا وأوكرانيا المتحاربتين، بينما تطورت العلاقات بين مصر والإمارات مع روسيا في السنوات الماضية، على الرغم من انضمامهما إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي دعت موسكو إلى وقف غزوها لأوكرانيا المجاورة.
أوضحت مصادر مطلعة لـ «أوان مصر» أن القادة الثلاثة ناقشوا أيضًا مجموعة من الموضوعات الإقليمية، بما في ذلك المحادثات النووية الإيرانية، مع استمرار المفاوضات لاستعادة اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية.
وأفادت المصادر إلى أن الزيارة تكتسب أهمية خاصة في ظل مواقف إسرائيل والإمارات الذين أبديا مخاوفهما بشأن برنامج إيران النووي، في حين تزعم إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، بينما تقول إسرائيل، التي تعتبر إيران أكبر عدو لها، إنها لن تسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية.
رسالة خاصة إلى واشنطن
وشددت المصادر على أن الثلاثي يحول إرسال رسالة خاصة إلى واشنطن، التي لم تكن تستمع بإصغاء لمطالب أبوظبي وتل أبيب، ولم تأخذ واشنطن احتياجاتهم الأمنية على محمل الجد، آخرها أن إدارة بايدن تدرس إزالة الحرس الثوري الإيراني – الذي يقف وراء وكلاء مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
وأشارت في تصريحات خاصة لـ «أوان مصر» إلى أنه في المقابل، طلبت واشنطن من إيران الالتزام بخفض التصعيد في الشرق الأوسط وتحديداً عدم مهاجمة الأمريكيين في المنطقة.
وهو ما شكل صدمة وإحباط شديد، لـ الإمارات والسعودية إزاء ما تراه رداً أميركياً ضعيفاً على موجة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي شنها المتمردون الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران على بلديهما، ابتداءً من شهر يناير)الماضي، حسبما أكدت المصادر.
وأوضحت المصادر أن :”إمكانيات التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة كبيرة بين الدول الثلاث، كما لوحظ في عام ونصف العام فقط من العلاقات الرسمية بين الإمارات وإسرائيل والسنوات الأخيرة بين إسرائيل ومصر في مجال الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تبدأ الرحلات الجوية المباشرة بين تل أبيب وشرم الشيخ الشهر المقبل، فيما تأمل مصر أن يكون بمثابة دفعة للسياحة في البلاد”.
من جهته يرى السفير معتز خليل، مبعوث مصر الدائم لدي الأمم المتحدة السابق، أن هناك تسارع في وتيرة التحركات السياسية بين عدة دول عربية وإسرائيل لمواجهة إيران.
وأوضح خليل في تصريحات خاصة لـ «أوان مصر»، أن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، تشهد تغيرات كثيرة، تنعكس على سلوكيات الولايات المتحدة في المنطقة، مع حرص الأخيرة على عقد الاتفاق النووي بشكل عاجل.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحاول الوصول إلى إتفاق نووي ملزم لإيران لعدم السماح لها لإنتاج الطاقة النووية وهو ما يهدد السلم الإسرائيلي.
واستبعد مبعوث مصر الدائم لدي الأمم المتحدة السابق، حدوث حرب بين دول الخليج وإيران؛ مشيرًا إلى أنه مهما يحدث سوف من المتوقع أن تظل مجرد المناوشات قائمة بين البلدان ولكن لن ترتقي الى الدخول الحرب.
أمريكا تدفع إيران لامتلاك النووي
من جهته، أكد اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، لـ «أوان مصر»، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من سربت التكنولوجيا النووية إلى إيران وتريد منها أن تصنيع القنبلة الذرية وهو ما ترفضه طهران، التي بدورها تسعى فقط لإمتلاك التكنولوجيا النووية، معللًا ذلك بأن نفوذها ممتد في المنطقة خاصة مع اكتمال مشروع الهلال الشيعي.
وأوضح رشاد أن إيران تسعى للحصول على التكنولوجيا النووية، باستخدام النظائر المشعة في الاستخدامات السلمية، مشيرًا إلى أنها وقعت اتفاقية مع موسكو في 2017 في هذا الصدد، إلا أن واشنطن تدفع طهران لإنتاج القنبلة النووية\الذرية، لتحييد المنطقة حيث إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها سلاح نووي، وتسعى للإبقاء على الوضع الحالي.
وكان قد أعلن بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن بلاده ستصبح البلد الرابع في العالم الذي ينتج النظائر المشعة المستقرة بعد أن وقعت اتفاقات التعاون مع روسيا، في يناير 2017.
وأوضح أن النظائر المشعة المستقرة، التي تنتجها حاليا روسيا والولايات المتحدة وشركة “يورينكو” الأوروبية، ومقرها بريطانيا، سيتم إنتاجها في منشأة “فوردو” النووية الإيرانية.
وقال: “ستصبح إيران المنتج الرابع للنظائر المشعة بعد توقيع الاتفاق مع روسيا”.
وحول ما يتبقى لإتمام الاتفاق النووي الإيراني أكد اللواء محمد رشاد في تصريحاته لـ «أوان مصر» أن طهران تريد رفع الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب وهو ما سوف تقضي به الإدارة الإمريكية في النهاية.
وأشار إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية، عجلت بإبرام الاتفاق النووي الإيراني لمحاولة واشنطن إستمالة طهران لتعويض النفط الروسي الخاضع للعقوبات الأمريكية، مما أدى لارتفاع أسعار النفط العالمية.
أقرأ أيضاً..