كتبت – سماح عثمان
قال حافظ إبراهيم : الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا .. بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى… شغلت مآثرهم مدى الآفاق
وقال أحد الشعراء : الأمُ مـدرسـةٌ قـالوا وقـلتُ بـهـا ..كـل الـمدارسِ سـاحـاتٌ لـها تـقـفُ
هـا جـئتُ بالشعرِ أدنيها لقافيتي … كـأنـما الأمُ في اللاوصـفِ تـتصفُ
أثيرت خلال الأيام الماضية قصة لسيدة ألقت بطفليها في نهر دجلة بالعراق انتقاما من طليقها ، هزت الحادثة الرأي العام بالعراق والوطن العربي من تجرد السيدة من مشاعر الأمومة والإنسانية وألقت طفل تلو الآخر دون ارتجاف لقلبها، وفي هذا الإطار كانت هناك قصة مناقضة ومعبرة عن كفاح الأم وحمايتها لابنها حدثت في سبعينات القرن قبل الماضي أي مايزيد عن مايقرب من 140 عاما ولكن مازالت نموذج يحتذى به في تضحية الأم .
فى عام 1879 تزوجت (مبروكة خفاجى) فلاحة مصرية بسيطة من إحدى قُرى محافظة كفر الشيخ ب (إبراهيم عطا) فلاح كان يعمل بالأجرة وبسبب ضيق الحال طلقها رغم انها كانت حامل فى الشهور الأخيرة.
انتقلت مبروكة مع والدتها وأخوها إلى الإسكندرية وأنجبت ابنها (علي إبراهيم عطا) وقررت أن تفعل كل ما بوسعها لتربيته وتعليمه على أكمل وجه، لم تتركه يعمل في الورش أو تجعله يسير في طريق التسول، عملت مبروكة بائعة جبن فى شوارع الأسكندرية، وأدخلت ابنها (عليًّ) مدرسة رأس التين الأميرية وبعد أن حصل على الإبتدائية ذهب والده ليأخذه ويوظفه بالشهادة الإبتدائية.
رفضت مبروكة أن تخرج ابنها من المدرسة وأن يذهب مع والده ليعمل بوظيفة ليس لها مستقبل فكانت تحلم بمستقبل باهر لابنها فقامت بتهريبه من سطح بيتها إلى البيت المجاور،وهربت به إلى القاهرة وأدخلته المدرسة الخديوية فى درب الجماميز وعملت لدى أسرة السمالوطى لتستطيع أن تنفق على تعليمه.
لم يخذل عليّ والدته وجهدها من أجله، وتفوق فى دراسته، واستطاع دخول مدرسة الطب عام 1897 وتخرج منها عام 1901
وكانت نقطة التحول في حياة على إبراهيم بعد 15 عام من تخرجه حين مرض السلطان حسين كامل واحتار الأطباء فى مرضه حتى اقترح عالم البيولوچى الدكتور عثمان غالب على السلطان اسم الدكتور علي إبراهيم فاستطاع علاجه وأجرى له جراحة خطيرة و ناجحة فعيينه السلطان جراحًا استشاريًّا للحضرة العلية السلطانية وطبيبًا خاصًّا للسلطان ومنحه رتبة البكاوية عام 1922
أول عميد مصري لكلية الطب ورئيسا لجامعة القاهرة
• عام 1929 تم تعيين الأستاذ الدكتور على باشا إبراهيم أول عميد مصرى منتخب لكلية الطب جامعة فؤادالأول.
• في 28 يونيو 1940 عيّن علي باشا إبراهيم وزيرا للصحة في وزارة حسن صبري باشا، وفي سبتمبر 1941 (بعد خروجه من الوزارة مباشرة) عين مديراً لجامعة فؤاد الأول.
• فى نفس العام 1940 أسس على باشا إبراهيم نقابة الأطباء و أصبح أول نقيبا لأطباء مصر فى تاريخها
• انتخب لعضوية مجلس النواب، واختير عميدا لكلية الطب عام 1929 ليكون أول عميد مصري لكلية طب قصر العيني.
• فتح علي باشا إبراهيم الباب أمام الفتيات المصريات لدراسة الطب،وفي يناير 1930 ألف الجمعية الطبية المصرية عقب اجتماع دعا إلى عقده وزملاؤه الذين أصدروا المجلة الطبية المصرية.
• أسس مستشفى الجمعية الخيرية بالعجوزة بجوار مستشفي الشرطة حاليا.
• عين مديرا لجامعة فؤاد الأولي “جامعة القاهرة حاليا” عام 1941.
• قام بإهداء جزء من مجموعة تحفه الخاصة لمتحف آثار كلية أداب جامعة القاهرة.
• في أوائل سنة (1946) بدأت صحة علي باشا إبراهيم في التدهور، فكان كثيرا مايلزم بيته ويعتكف عن عمله، وكان يحس إحساسا شديدا بدنو أجله، فلما كان يوم الثلاثاء 28 يناير 1947، تناول غذاء خفيفا، ثم ذهب في النوم حتى إذا كانت الساعة الخامسة أفاق من نومه وهنا صعدت روحه إلى بارئها. وفي اليوم الثاني خرجت جموع الشعب فأدت صلاة الجنازة على فقيدها العظيم خلف الإمام الأكبر الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر آنذاك.
• بعد وفاته أهدت زوجته مجموعة أخرى لدار الآثار المصرية (متحف الفن الإسلامي حالياً)
محطات فارقة في حياة الدكتور علي إبراهيم
• تعرف علي إبراهيم على العلامة المصري الكبير الدكتور عثمان غالب (وهو أول من كشف عن دورة حياة دودة القطن كما أن له بحوثا عالمية في علوم البيولوجيا). حيث تعلق به وصار يلازمه بعد انتهاء وقت الدراسة فيصحبه إلى بيته. ويقضي معه الساعات الطوال يستكشف دقائق أبحاثه ودراساته.
• كما تتلمذ علي إبراهيم على يد الدكتور محمد باشا الدري شيخ الجراحين في الجيل السابق لعلي إبراهيم.
• كما أخذ عن الدكتور محمد علوي باشا، وهو أول الباحثين في أمراض العيون المتوطنة وسيد الاكلينيكي فيها وصاحب الفضل على الجامعة المصرية القديمة.
• وفي السنة النهائية من كلية الطب عين علي إبراهيم مساعدًا للعالم الإنجليزي الدكتور سيمرس، وهو أستاذ الأمراض والميكروبات، وتقرر له راتب شهري عن وظيفته هذه مما أكسبه خبرة وتدريبا قلما أن يتوافر لطالب.