شهد السوق المصرى ارتفاعات جماعية متفاوتة فى أسبوعها الأول من عام 2021 مع ارتفاع سعر النفط بدعم من تخفيض السعودية لإنتاجها، وارتفاع مؤشرات البورصات العالمية والأمريكية.
وأثارت هذه الارتفاعات بعض الأمل والدهشة في نفس الوقت، خصوصا في ظل تزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجد “كوفيد- 19″، وسلالته المتحورة، ما يدفعنا لمحاولة استيضاح ما سيحدث في الفترة المقبل.
واستطلع “أوان مصر” توقعات وآراء خبراء اقتصاد حول أداء البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة.
أداء إيجابي للأسواق رغم إصابات كورونا
توقع أيمن فودة، رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الاقتصادي الأفريقي، سيطرة الأداء الإيجابي على الأسواق العربية والخليجية، برغم زيادة أعداد إصابات كورونا فى أوروبا وأمريكا والعديد من الدول المحيطة، مشيرا إلى أن دول الشرق الأوسط لم تُبدِ أى استعداد لإغلاقات اقتصادية جديدة مع الحفاظ على الإجراءات الاحترازية القائمة.
أداء عرضي مائل للصعود لجميع المؤشرات
وقال فودة، في تصريح حاص لـ أوان مصر، إن الأداء الإيجابي سيكون فى إطار عرضى مائل للصعود مع وصول المؤشرات لمستهدفاتها الأعلى خلال الربع الأول من العام مع تنفيذ المحفزات من طروحات وغيرها، ما سيجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لأسواق المنطقة ويدعم استقرار الرئيسي أعلى الـ 10850 مع ارتفاع بقيم التداول.
ولفت إلى أن هذا يستهدف المؤشر ال 11200 نقطة ثم ال 11800 نقطة على المدى المتوسط وخلال الربع الأول، من خلال نجاح طروحات الخدمة الوطنية يمكن أن يصل إلى 12500 نقطة مع دخول مستثمرين جدد بالبورصة مع تلك الطروحات.
المؤشر السبعيني
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن أداء المؤشر السبعينى سيعود للأفضل مع تنامى ثقة الأفراد وجاهزيتهم لضخ سيولة جديدة بالأسهم الخبرية والمضاربية التى ستنعكس على التداولات وترتفع بالتداولات لتتجاوز المليارين فى الجلسة الواحدة مع قيد الطروحات الجديدة للتداول.
وأكمل : “سيستهدف السبعينى قمما تاريخية جديدة وصولاً إلى 2400 نقطة خلال الربع الأول مع تنفيذ تلك المعطيات على أرض الواقع وتحول بوصلة الحكومة لسوق المال مع العديد من الأنباء الإيجابية على الأسهم من استحواذات و زيادات رأس المال، و عروض للشراء و التوزيعات النقدية لنهاية العام”.
وفسر “فودة” توقعاته بوجود معطيات إيجابية على الصعيد الدولى والعربي، لاسيما المصالحة الخليجية التى سيبدأ انعكاس نتائجها على اقتصادات تلك الدول وأسواقها المالية تدريجيا.
ودلل على ذلك بالصعود الجماعى خلال الأسبوع المنقضى، فيما ينعكس ذلك على السوق المصرى مستفيدا من تلك الإيجابيات التى بدأ معها المستثمر العربى فى ضخ المزيد من السيولة فى السوق المصرى وكذلك الاجانب الذين تحولوا للشراء خلال الجلسات الأخيرة مع وصول أسعار الأسهم المصرية لمستويات جاذبة للشراء وإمكانية تحقيق نسب ربح كبيرة بها.
وأشار كذلك إلى إيجابيات السوق المصرى محلياً ومنها ارتفاع الاحتياطى النقدي لمصر وتجاوزه الـ 40 مليار دولار بنهاية ديسمبر و البدء فى طروحات جهاز الخدمة الوطنية خلال الربع الأول من العام.
ووافقه في الرأي، سمير رؤوف خبير أسواق المال، الذي يتوقع أيضا أداءً جيدا للاقتصاد العالمي وتعافي معدلات النمو الاقتصادي، وعودة اقتصاد العالم لعمليات النمو الموجه، ما ينعكس على أداء الاقتصاد المصري ومؤشرات البورصة المصرية.
وأكمل “رؤوف” في تصريح خاص لـ أوان مصر، أن الأداء الجيد لمؤشر إيجي Egx70 سيستمر ليتخطى حاجز 3500 نقطه بنهاية العام 2021 للربع الرابع، وتعافي Egx30 مع استقرار نسبي في الأوضاع المالية حول العالم، وبالتالي تنعكس على أداء البورصات وتخطي لحاجز 13500 نقطه قرب الربع الثالث من العام الحالي.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى إن أداء البورصة المصرية على مستوى الأسهم الصغيرة والمتوسطة خلال العام الماضي كان إيجابياً وفقاً للإحصائيات الدولية منذ مارس 2020 وتخطي صدمة كورونا التي ضربت الاقتصاد، وإغلاق الاقتصاد عند معدلات النمو 3.6، بالإضافة لوجود بعض المحفزات والدعم للاستثمار في البورصة المصرية من خلال الإعلان عن طروحات جيدة وتعديل النسب الضريبة علي التعاملات.
وختم مشيرا إلى تعافي الاقتصاد العالمي بعد محاولات إيجاد اللقاحات لفيروس كورونا، ما يعني أن العالم مازال يحاول القضاء أو تحجيم الفيروس المتحور من كورونا، لكن هناك بودار تحسن عالمية.
دعوى للتفاؤل بالعام الجديد
من جانبه، رأى محمد حسن، العضو المنتدب لدى شركة “ميداف” للأصول، إن ارتفاع السوق المصري خلال الأسبوع الأول من عام 2021 يدعو المستثمرين للتفاؤل بالعام الجديد، مشيرا إلى أن هذه الارتفاعات متأثرة بالأسواق العالمية وأسواق الخيلج، وخاصة بعد المصالحة الخليجية التى أدت إلى الهدوء السياسى فى المنطقة والتى يتبعها استقرار اقتصادى وارتفاع فى الأسواق الخليجية والمصرية.
وأوضح “حسن”، لـأوان مصر، أن هذه الارتفاعات ليست للمؤشرات فقط بل فى جميع الأسهم وخاصة القيادية، فيما تظل أزمة كورونا هى الخطر الذي يهدد الارتفاعات لكننا ننتظر إثبات فاعلية اللقاح لنرى شدة فى الارتفاعات فى المستقبل القريب.
ونصح مسئول “ميداف” للأصول، المستثمرين قصيري الأجل بالمتاجرة بين مستويات الدعم عند 10500 نقطة والمقاومة عند مستوى 11200 – 11500 نقطة بينما المستثمرين طويل الأجل بالشراء مع أى انخفاضات و زيادة الاوزان مع كسر مستوى المقاومة.
اقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي لـ أوان مصر: 6 مشاريع ستحمي مصر من تأثير كورونا في 2021