خطفت الفنانة إلهام شاهين أنظار الجمهور بدور «أم جهاد» التي جسدتها في مسلسل «بطلوع الروح»، وخاضت به الماراثون الرمضاني الماضي 2022، وتلقت على إثره إشادات واسعة من قبل النقاد ومحبيها، خصوصًا أن دور مختلف وجديد ليس على تاريخها الفني بل على تاريخ الدراما المصرية بأكلمها، كما انه يطرح ملف إرهاب داعش بطريقة جريئة، تجعل أبطاله في خطر من العقول الظلامية.
أنا لم أتردد لحظة في قبول الدور.. وهكذا وقفت النجمة إلهام شاهين كالسبع أمام جميع مهاجميها ومنتقديها، المندسين من قبل المطاردين لها من الجماعات الإرهابية نظرًا لآرائها ومواقفها الواضحة تجاه الإرهاب والتكفيرين.
وأجرى موقع «أوان مصر» حوار مع النجمة إلهام شاهين، كشفت من خلاله كواليس دورها في مسلسل «بطلوع الروح»، الذي أصبح تريند رقم 2 على منصة شاهد منذ طرحه.
في رأيك هل نجاح «بطلوع الروح» رد كافي على منتقديه؟
بالتأكيد النجاح هو أعظم رد على كل مهاجمي المسلسل، لأن هذا يعني انهم خائفين من تأثير القوى الناعمة، ومن تأثير الفن على المجتمع، وهو له تأثير كبير جدًا، حيث أنه يفضح الفكر الإرهابي، والمتاجرين بالدين، فالعمل رسالته قوية ومحتواه قوي جدًا، فطبعًا هيخاف منه العقول الظلامية، ويهاجمه مقدمًا، هما فاهمين انهم سوف يصرفون الناس عن مشاهدته، لكنهم كانوا يفلعون دعايا مجانية للمسلسل، وزادت عدد المشاهدات أكثر.
ردود أفعال الجمهور على المسلسل إيجابية جدًا.. فهل هذا القدر من النجاح؟
الحقيقة كنت متوقعة النجاح للعمل، لأنه عمل غير تقليدي، موضوع جديد وقوي، وشخصيات كلها غير تقليدية وتقدم لأول مرة، ومرسومة بشكل رائع، بالإضافة إلى أن الكتابة حلوة جدًا، والمخرجة كاملة أبو ذكري جبارة، والصورة أيضًا، نانسي عبد الفتاح وفريق التصوير الذي معها، والديكورات مبهرة، فالعمل ثقيل ومتكامل، عمل فني له قيمته، ومصنوع بمنتهى الاحترافية وعلى أعلى مستوى، والإنتاج وفر لنا كل السبل المطلوبة لظهور عمل على أعلى مستوى من الجودة في كل فروعه.
شخصية أم جهاد مختلفة جدًا.. فما المعايير التي تختارين على أساسها أدوارك بحيث أنها تكون مختلفة عن أعمالك السابقة؟
بالتأكيد يهمني أن كل دور اختاره يكون مختلف عن الدور الذي قبله، وشخصية ام جهاد لم تكن جديدة على اعمالي فقط، بل أنها جديدة على الشاشة من الاساس، لأن من المعتاد أن الأعمال الفنية التي تتناول الإرهابي بيكون بطلها رجل، وليس إرهاب نسائي، ولأول مرة نقدم كتيبة الجيش النسائي لداعش، واختياراتي دائمًا تكون نابعة من رغبتي في البحث عن الجديد والمختلف والغير تقليدي وفي نفس الوقت عن الرسالة الهامة التي يوصلها العمل، والتي أكون مؤمنة بها جدًا.
من البداية وأنا اعلم حجم ظهوري في المسلسل، حيث أنني لم أظهر في كل حلقات العمل بل أتواجد في نصف أحداث العمل، لكن هناك نوعية من الأدوار ليس من المهم أبدًا حجمها، الأهم قيمتها وتأثيرها، وأنا اعتقد أن شخصية أم جهاد هي علامة مهمة في تاريخي لن تنسى، وهناك أدوار كثيرة طويلة جدًا وبتكون موجودة في كل الحلقات والناس متفتكرهاش، أو لم تشعر بأهميتها، فهذه النوعية من الأدوار كاركتر غير عادي وغير تقليدي، وليس من المهم حجمها، حيث أنه دور جديد ومختلف وله أثر عظيم، نُظهر من خلال قسوة وعنف وجهل الإرهاب، وهذا بالنسبة لي أعظم رسالة ممكن أن أقدمها.
كيف كانت طبيعة العمل مع النجوم الشابة؟
تعاملي طبعًا مع الأبطال كان من أروع ما يمكن أنا بحبهم وبعشقهم، سواء منة شلبي أو أحمد السعدني أو محمد حاتم، وكل الناس اللي معانا من مصر والوطن العربي وحتى الأجانب سواء من بولندا أو روسيا وأوكرانيا، قدموا الأدوار بشكل احترافي جدًا، فلا يوجد شخص يقول كلمة إلا وإذا كان يقولها بكل صدق وتلقائية وعظمة، فأنا شرف لي أن أكون وسط هذه الكتيبة الفنية المحترمة، وسعيدة جدًا بالتعامل معهم جميعًا.
كيف استعديتي لأداء شخصية “أم جهاد”؟
استعدادي للشخصية كان من خلال أن المخرجة كاملة أبو ذكري، أعطتني فيديوهات عديدة أشاهدها عن داعش الحقيقين، فقد رأيت شكلهم وطريقتهم ولبسهم وأسلوبهم، وكل شيء يتعلق بهم، ومن ثم درست كل هذه الاشياء جيدًا بمساعدة كاملة أبو ذكري، بالإضافة طبعًا للسيناريو الذي اعده المؤلف محمد هشام عبية، وأنا أضيف عليه خيالي أنا وتوجيهات المخرجة بالتأكيد، حيث أننا نعمل جميعًا سويًا حتى نخرج “أم جهاد” بصورة لائقة.
كيف استعديتي لمشهد التعذيب وجلد الفنانة منة شلبي؟ وهل كان حقيقيًا؟
مشهد الجلد قلب الدنيا، ومشهد جلدي لمنة شلبي في الحلقة الـ 13 تصدر التريند أيضًا، فهي فيها كم من العنف غير مسبوق ومخيفة جدًا، وتعتبر من أهم حلقات المسلسل، حيث أنه يتصاعد بشكل كبير جدًا، وتتصاعد أحداثه، ولم أخف من تقديم المشهد، وكان كل خوفي على الفتاة التي أجلدها فقط، وكذلك كنت خائفة على منة كثيرًا، لأنها أصرت أني أضربها فعلًا بجد حتى نخرج مشهد صحيحًا، لكن كل مشاهد العنف مزعجة بالنسبالي الصراحة، خصوصًا المشهد الذي استخدمت به البندقية الخاصي بي وأطلقت الرصاص على فتاة سورية، ويعد هذا من المشاهد العنيفة التي توجع القلب كثيرًا، فالحلقة الـ 13 بالنسبالي من أصعب الحلقات ومشاهد العنف بها قوية جدًا.
مشهد مكالمة أم جهاد لجوزها تصدر التريند.. هل هذا المشهد كان مقصودًا؟
طبعًا مقصوده ومتعمدة، هو فيه واحدة بتتوضى لكي تصلي فتقول لنفسها أكلم جوزي الأول وأدلع عليه، طبعًا لأ إحنا عايزين نقول قد أيهأم جهاد أفاقة ومنافقة جدًا، ولم تفعل الدين الصحيح، ولم تتبع خطواته الصحيحة، وهذا واضح جدًا في المشهد الذي أقول له هل التحويل وصلنا من أمريكا، وأنا محتاجه فلوس، ويرد هو على كلامي ويقول لي أه بس التحويل متأخر شوية عشان هيوصل لنا عن طريق تركيا، فيتبين أن الأثنين كل الذي يجمعهما بيزنس، مرتزقة مأجورين، فالمسألة لا تكمن في حبها للشيخ نصار بل أنها تعشق الفلوس والسلطة، وسعيدة طبعًا أنها وضعت في مكانة حققت من خلالها مطامحها، لكن هي لا تمتلك قضية مؤمنة بها وتدافع عنها، فهي مصرية، ليس لها الدوافع للتواجد بسوريا، لا هي عايشة على أرضها وبدافع عن الوطن ضد المحتل.
انتو أيه علاقتم بسوريا عشان تروحوا تحاربو الجيش السوري، أنتو كلكم معندكوش مبدأ ولا عقيدة، وكلكم مأجورين وأصبحت مهنة بالنسبة لهم، لأنهم لا يمتلكون مهنة محددة فيذهبون لبلد مثل سوريا، حيث السلطة والفلوس، ويسيطروا على الناس عن طريق الدين والمتاجرة به، لأن هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يمتلكوه لكي يسيطروا على النفوس الضعيفة.
المسلسل من الأعمال الصعبة في تصويرها بدنيًا ونفسيًا.. فكيف كانت كواليس العمل؟
كواليس العمل من أرقى ما يمكن، أنا بحب كل المجموعة التي شاركت معها سواء أمام الكاميرا أو خلفها، ومن أكثر الأعمال التي استمتعت بها طوال حياتي أثنا تصويرها، على الرغم من التعب المجهد الذي يبذلوه الجميع، لأن كل طاقم العمل تعب كثيرًا حتى يظهر هذا العمل بشكل لائق، فربنا يجازيهم خير، والحمد لله على النجاح الذي حققه المسلسل، وأنه من أول ما طرح أصبح رقم 2 في المشاهدة سواء في مصر أو الوطن العربي، وهذا طبعًا اتضح عندما وضعوا بروصة قائمة المشاهدة، والحمد لله انه تفوق على كل المسلسلات التي قد طرحت من أول رمضان، فهذا في حد ذاته نجاح كبير ويستحق الإشادة، وبالتأكيد نحن سعداء بنسبة المشاهدة العالية جدًا للمسلسل، وبنجاحه وأثره الكبير على الجمهور.
العمل جرئ من ناحية تناول ملف داعش.. فهل ترددي للحظة في خوض التجربة؟
أنا لم أتردد لحظة في قبول الدور، أنا وافقت عليه من قبل ما أطلع عليه أو اقرأه، من أول ما المخرجة كاملة أبو ذكري جلست معي وشرحت لي تفاصيل الدور وكان حينها لا يزال في مرحلة الكتابة، ولكن الحقيقة الدور عجبني جدًا، وحينها وافقت وقولتلها أني معاكي طبعًا، وان بعتبر أم جهاد دور حقيقي.
ما طبيعة العمل مع الفنانة منة شلبي؟
منة حببتي، وصحبتي وأختي الصغيرة، واحنا حبابيب جدًا ومن زمان أوي قبل ما نشتغل مع بعض ودايمًا بنلتقي، ومنة طلعت على أيديا من وهي صغيرة وأنا بشوفها ، وطبعًا مامتها فنانة ومعانا في الوسط، فأنا فرحانة بيها جدًا وهي عاملة حالة رائعة وبقولها برافو عليكي، وعاملة الدور حقيقي تحفة، وأنا حباها جدًا.