تداول مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فيديو استعراض قوات تحرير تجراي آلاف الأسرى من الجيش الإثيوبي، بعد إعلان حكومة أديس أبابا، انسحاب قواتها من إقليم تجراي.
ويشهد إقليم شمالي شرقي إثيوبيا، حرب ضروس منذ 8 أشهر، بين قوات الجيش الإثيوبي وقوات تحرير تجراي، بعد اختلافات سياسية بخصوص الانتخابات الفيدرالية لتشكيل الحكومة.
انتهاكات القوات الإثيوبية
وتأتي فرحة مواطني إقليم تجراي بالنصر الساحق على آبي أحمد، بعد انتهاكات القوات الإثيوبية لهم، حيث تواجه إثيوبيا ورئيس وزراءها أبي أحمد هجمات دولية شرسة من المجتمع و الإعلام الدولي، إزاء الوضع الإنساني الصعب في إقليم تجراي، الذي تجري فيه حرب وطيس بين الجيشين الإثيوبي والأريتري من جهة وجبهة تحرير تجراي من جهة أخري، تصل إلى 8 أشهر، قبل انسحاب قوات أديس أبابا.
وتسبب اجتياح القوات الإثيوبية والإيريترية للإقليم، العديد من الجرائم ضد الإنسانية، فقد وثقت الأمم المتحدة أكثر من 516 حالة اغتصاب سجلتها خمس عيادات طبية في منطقة تيجراي، حتي مارس الماضي.
وكانت قد أعلنت الأمم المتحدة، مارس الماضي، أن قاطني إقليم تجراي عانوا من جرائم اغتصاب كثيرة، تم توثيق 516 منها فقط، وهناك الكثير لم يسجل، وقالت وفاء سعيد، نائبة منسق مساعدات الأمم المتحدة في إثيوبيا.
وأضفت أن هناك نساء كثر تعرضن تعرضن للاغتصاب من عناصر مسلحة, موضحة أنهن روين قصصا عن اغتصاب جماعي واغتصاب أمام العائلات، بل وصل الأمر إلى إجبار رجال على اغتصاب نساء من عائلاتهم تحت التهديد بالعنف.
الأهمية السياسية والاقتصادية ليتجراي:
يقع إقليم تيغراي شمال إثيوبيا وهو إقليم صغير، لكنه يتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبير في تاريخ إثيوبيا. ويعد الإقليم الغني بالزراعة أحد الوجهات السياحية الهامة في البلاد. كما يضم مراكز تاريخية ودينية مصنفة على قائمة التراث العالمي وفي مقدمتها مدينة أكسوم مهد الكنيسة القبطية الإثيوبية.
أصل القصة:
يرجع الصراع بين جبهة تحرير تغراي والحكومة الإثيوبية إلى أكثر من عامين، فقد شاركت الجبهة في ائتلاف حكومي يدعى “الجبهة الديمقراطية الثورية”، قاد إثيوبيا منذ 1991 حتي 2018، ومع وصول أبي أحمد رئيس الوزراء الحالي، أدعى القيام باصلاحات اقتصادية وسياسية لإنقاذ البلاد، رأت فيها جبهة تحرير تجراي أنها تستهدف الحركة وقياداتها ورموزاها.
فقد أجرى آبي أحمد تعديلات سياسية عميقة في الحكومة والجيش، شملت الخارجية ورئيس هيئة أركان الجيش، ومدير الأمن والمخابرات العامة والشرطة .
وظلت العلاقات متوترة بين جبهة تحرير تغراي والحكومة الإثيوبية، إلى حين اتخذ أبي أحمد بتأجيل الانتخابات داخل البلاد بسبب جائحة فيروس كورونا، حيث إن إثيوبيا تعتمد نظام حكم فيدرالي، لتقرر الجبهة عدم الالتزام بالقرار الذي وافق عليه المجلسين النيابين، وفقا للدستور، في الـ9 من سبتمبر الماضي، ومتهمة أحمد بتعمد تأخيرها.
ثم أجرى الإقليم انتخابات أسفرت عن رئيس حكومة للإقليم، في حادثة هي الأولى أن يجري أحد الأقاليم انتخابات منفصلة عن الانتخابات العامة التي تجرى كل 5 أعوام، فقد اختار برلمان إقليم تجراي، دبري صيون، رئيسا لحكومة الإقليم، لكن لم يعترف به أبي أحمد.
ليتأزم الوضع أكثر ويدخل الجانبان في حرب عسكرية، بدأت مع قرار لأبي أحمد لبدء العمليات العسكرية، وقال “صدرت أوامر لقوات دفاعنا تحت قيادة مركز القيادة للقيام بمهمتها لإنقاذ البلاد ، موضحا أن “الجبهة الشعبية لتحرير تجراي هاجمت معسكرا للدفاع الوطني وحاولت احتلال منطقة قوات درع شمال البلاد في منطقة دانشا بإقليم أمهرة”.
ليعمل أبي أحمد على تصفية الأقليم، مستعينا بالجيش الأريتري الذي دعاه إلى اجتياه الأقليم، فقد وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأعمال التي نُفذت بأنها تطهير عرقي.
وفي 17 إبريل الماضيـ اعترفت أريتريا رسمياً للمرة الأولى بمشاركة قواتها المسلحة في القتال الدائر في إقليم تيغراي وأعلنت بداء انسحاب قواتها، حيث إن رئيس الوزراء الأثيوبي كان دائما ينكر وجود هذه القوات داخل الإقليم، إلا أنه أقر بذلك مؤخرا، بعد أن زعم أن جبهة تحرير شعب تيغراي أطلقت صواريخ عدة على العاصمة الإريترية.