إثيوبيا\ باتت أيام حكومة آبي أحمد على مهب الريح، لا يتبقي لها إلا قضية السد الإثيوبي، ففد عانى أحمد من هزيمة نكراء أمام جبهة تحرير تجراي، تسببت في أسر ألاف الجنود الإثيوبيين، تم التنكيل بهم، رغم تصريحات عنجهية سابقة لأحمد أكد فيها أن قواته أحكمت السيطرة على الإقليم.
إثيوبيا الدولة الهشة
وقد مارست القوات الإثيوبية أبشع الانتهاكات ضد قبيلة التجراي، التى تقطن الإقليم، فقد أعلنت الأمم المتحدة، مارس الماضي، أن قانطي إقليم تجراي عانوا من جرائم اغتصاب كثيرة، تم توثيق 516 منها فقط، وهناك الكثير لم يسجل.
متحف الشعوب:-
تعد إثيوبيا من أكثر الدول التي تقطنها عرقيات مختلفة، حيث توصف بمتحف الشعوب، إلا أن هذا المتحف دار وبال على الجنس الحبشي، فالبلاد تحتوي على أكثر من 80 مجموعة عرقية مختلفة.
وفقا للتعداد الوطني الإثيوبي من عام 2007، أورومو هي أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، بنسبة 34.4٪ من سكان البلاد. أمهرة تمثل 27.0٪ من سكان البلاد، في حين أن العرقية الصومالية[؟] وتيغري تمثل 6.22٪ و 6.08٪ من السكان على التوالي.
نظرية الدفع إلى الأمام:
قال خبير العلاقات الدولية، الدكتور أيمن سمير، في تصريح لـ أوان مصر، أن إثيوبيا تعاني من صراع قديم داخل البلاد، موضحا أن نظام الحكم في إثيوبيا فيدرالي إطار جمهورية برلمانية اتحادية.
حيث رئيس الوزراء هو رئيس الحكومة، كما انها تمارس السلطة التنفيذية من قبل الحكومة، حيث إن لكل إقليم إدارة داخلية، وينقسم المجتمع الإثيوبي إلى عرقيات، فهناك على سبيل المثال لا الحصر، قبيلة الأمهرة والتي ينتمي لها رئيس الوزراء الإثيوبي الحالي.
وقبيلة بني شنقول التى تقطن منطقة الشفقة، التي يبنى عليها السد الإثيوبي، والتي عانت من الإهمال على مدار السنين الماضية، مع كل الحكومات السابقة، إضافة إلى قبيلة تجراي التى تقطن منطقة إقليم تجراي.
وأشار سمير أن آبي أحمد يحاول أن يستخدم قضية سد النهضة للم الشعب حوله، لصدع تلك التشققات التي تزلزل المجتمع الإثيوبي، وذلك من خلال عدو خارجي، يحذر من نفوذه وترصده بالبلاد، وهنا يستخدم السد المزعم وجوده للتنمية، لهذا الغرض، فيما يسمى في علم السياسة بنظرية الدفع إلى الأمام.
الانفصال عن إثيوبيا:
استطاع متمردي تجراي، التابعين لجبهة تحرير تجراي،أن يعلنوا عن سيطرتهم على بلدات عديدة في الإقليم، الذي يشهد حربا ضروس منذ أشهر بين قوات جبهة التحرير، والحكومة الفيدرالية الإثيوبية، بعد أزمة سياسية نشبت بين الطرفين.
وكان قد حقق جبهة تحرير تجراي، نصر ساحق على الجيشين الإثيوبي والإريتراي، نتج أسر الآلاف من الجنود الإثيوبيين، تم استعراضهم في طوابير وصفوف ضخمة، ليمثل تنكيلا حادا للجيش الإثيوبي، وسط شوارع ميكيلي عاصمة إقليم.
وقال قائد “جبهة تحرير تيغراي” دبرسيون جبرميكائيل، وفقا لنيويورك تايمز، أن مستقبل الإقليم كجزء من إثيوبيا، أصبح موضع شك، مما ينذر من بانفصال جديد من البلد الحبشي الهش، بعد انفصال أريتريا في ، والتي كانت إقليما إيثيوبي.
كما وصف جبرميكائيل رئيس الوزراء الحالي، آبي أحمد بـ”المتهور وعديم الخبرة”، معتبرا أنه تجاوز حدوده، بعد تصريحاته الجوفاء حول النصر في حرب الإقليم، وانتهاكات قواته المفزعة لحقوق الإنسان.
وتواجه إثيوبيا ورئيس وزراءها أبي أحمد هجمات دولية شرسة من المجتمع و الإعلام الدولي، إزاء الوضع الإنساني الصعب في إقليم تغراي، الذي تجري فيه حرب وطيس بين الجيشين الإثيوبي والأريتري من جهة وجبهة تحرير تجراي من جهة أخري، تصل إلى 8 أشهر.
وتسبب اجتياح القوات الإثيوبية والإيريترية للإقليم، العديد من الجرائم ضد الإنسانية، فقد وثقت الأمم المتحدة أكثر من 516 حالة اغتصاب سجلتها خمس عيادات طبية في منطقة تيغراي، حتي مارس الماضي.
وكانت قد أعلنت الأمم المتحدة، مارس الماضي، أن قانطي إقليم تجراي عانوا من جرائم اغتصاب كثيرة، تم توثيق 516 منها فقط، وهناك الكثير لم يسجل، وقالت وفاء سعيد، نائبة منسق مساعدات الأمم المتحدة في إثيوبيا.
وأضافت أن هناك نساء كثر تعرضن تعرضن للاغتصاب من عناصر مسلحة, موضحة أنهن روين قصصا عن اغتصاب جماعي واغتصاب أمام العائلات، بل وصل الأمر إلى إجبار رجال على اغتصاب نساء من عائلاتهم تحت التهديد بالعنف.