ما أصعب العمل العام خصوصاً السياسي منه على الانسان وبالأحرى عندما يكون هذا الأنسان من رجال المال والأعمال وذلك لسببين اولهما: مطالب الناس لا تنتهي وثانيهما: أن رضاهم غاية لا تدرك، وهذا الكلام في بلاد الفرنجة وليس في بلدنا.
في المحروسة الكثير من رجال المال والأعمال حرصوا على ان لا يقتربوا من السياسة واختفوا عن الأضواء لاستمرار نجاحهم، ولبعد الأعين عنهم، ولضمان استكمال المسيرة وذلك لحكمتهم وحنكتهم وتعلمهم من درس التأميم، والبعض من رجال الأعمال حرص على الالتصاق بالسلطة والتقرب لها والولاء لمن يعتلي الكرسي وخدمة الحزب الحاكم لتيسير أمورهم وتذليل العقبات وازالة المعوقات وفتح الأبواب المغلقة وذلك منذ عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
واليوم وبعد ثورتين وجدنا العديد والعديد من رجال الأعمال منهم الشيوخ والشباب في مجلسي الشيوخ والنواب يتصدرون المشهد وينفقون على المسيرات ويدعمون بالمال كل عمل ويدفعون الملايين بالهبل، ولكن ما هو السبب؟ وما العائد عليهم وعلى البلد؟
والغريب بل العجيب ان هناك اشخاص من هؤلاء رجال الأعمال النواب قدموا إقرار الذمة المالية الخاصة بهم قبيل الانتخابات بعشرات بل مئات المليارات من دون وجود سبب لتلك الثروات الطائلة والاغرب بل الاعجب انه لم يوجه لهم احد سؤال او استفسار عن مصادر ثرواتهم ولا عن نوع تجارتهم التي حققت كل تلك المليارات وان كان من باب محاكاة الدولة لهم والاقتداء بهم لتحقيق فائض موازنة.