يستخدم الرياضيون المحترفون الغمر بالماء البارد، أو ما يعرف أكثر باسم «حمامات الثلج» روتينيًا بعد المشاركة في حدث رياضي، إذ يُزعم أن الغمس في الماء المبرد -عادةً نحو 10 درجات مئوية- مدة 5 إلى 10 دقائق يحسن من الاستشفاء العضلي، و يعزز الأداء الرياضي لاحقًا.
يرى جوناثان بيك، من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، وقائد فريق الباحثين في دراسة عن هذا الموضوع، أنه يجدر باللاعبين أن يعيدوا النظر في ممارساتهم الرياضية.
ولا ينكر بيك أن الماء البارد يفيد في تسريع التعافي أثناء المنافسات الرياضية الكبرى، ولكنه ليس مفيدا إن كنت تريد أن تحصل على عضلاتٍ قويةٍ على المدى البعيد.
وقد نشر فريق من الباحثين من أستراليا، والنرويج، واليابان دراسةً مؤخرا، قارنوا فيها بين غمر الجسم في ماءٍ مثلجٍ وبين ممارسة التمرينات الخفيفة، وليس الراحة، بعد ممارسة التمرينات الرياضية الشاقة (وهذا ما يفعله في الحقيقة الكثير من اللاعبين).
وفي هذه الدراسة، شارك تسعة رجال بنشاطٍ في تمارينِ بناءِ وتقويةِ العضلات، ورفعِ الأثقال، وغير ذلك من التمرينات، على مدار 45 دقيقة.
وفي الأسبوع الأول، كانوا يغمرون الجزء الأسفل من أجسامهم حتى الخصر في مغطس مطاطي مليء بالماء البارد، لمدة عشر دقائق بعد الانتهاء من التمرينات.
ولم يُسمح لهم بالاستحمام قبل مرور ساعتين على الأقل من انتهاء الحمام البارد، للاحتفاظ ببرودة العضلات لفترةٍ أطول.
لكن هذا يختلف مع الرياضيين الأصغر سنا، الذين اعتادوا ممارسة الرياضة أكثر من غيرهم، إذ يمكن أن تعيق مضادات الالتهاب استعادة عضلاتهم لقوتها.
ولا مانع من استخدام وسائلٍ لتخفيف الألم الناتج عن إجهاد العضلات، إن كنت تمارس الرياضة بشكل معتاد. ولكن إن كنت من اللاعبين الرياضيين البارزين، وتريد أن تزيد من قوةِ عضلاتك قدر الإمكان، فبعض الأدلة تشير إلى أنه من الأفضل أن تتجنب استخدام مضاداتِ الالتهاب.
ولغمر الجسم في الماء البارد نفس الأثر، على الرغم من أن استخدام الثلج كان فعالا بصورة أكثر وضوحا في الحيوانات. وعندما وُضع الثلج على عضلاتِ فأرٍ يخضع للتجربة تحت تأثير التخدير، قلّ الالتهاب لديه، ولم تقل سرعةُ تجدد خلايا العضلات.
الخلاصة
قد يفيد الماء البارد في تسريع تعافي الأنسجة والعضلات أثناء المنافسات الرياضية الكبرى، ولكنه ليس مفيدا إن كنت تريد أن تحصل على عضلات قوية على المدى البعيد