كتبت – شروق مدحت
أصبح تفوق البسطاء ظاهرة دورية تحدث كل عام في مصر ، وذلك على الرغم من اختلاف المدارس وتدرجها فى مصر بداية من المدارس الحكومية البسيطة ووصولاً إلى المدارس الخاصة والتجريبية والدولية، مما ينتج عنه اختلاف فى الثقافات والطوحات بين الطلاب.
وعلى النقيض نجد أبناء بعض المشاهير يعملون على استغلال شهرة عائلاتهم فى ارتكاب بعض الأعمال المنافية للأداب، ولعل آخرها تصدر قضية “ابنة نهى العمروسي” مواقع التواصل الإجتماعي والجدل الكثير الذي آثير حولها حيث أصبحت قضية إغتصاب فتاة “الفيرمونت”، التى تورطت فيها نازلى مصطفى كريم ابنة الفنانة نهى العمروسى، والتي أمرت بحبسها النيابة 4 أيام على ذمة التحقيق، في قضية الاغتصاب الجماعي الشهيرة المعروفة إعلامياً بـ«جريمة الفيرمونت».
وحول تحليل تلك الظاهرة ، كشفت نهى رأفت أخصائية التأهيل النفسي، عن وجود العديد من الأسباب التي جعلت الأسر البسيطة تحتفي بتربع أبنائها على كليات القمة لهذا العام، وأبرزها الاستقرار الأسري والدعم المستمر، مع بذل الطلاب لكل مايملكونه من جهد لتحقيق آمال أسرهم والحرص على إرضائهما وبث الفرحة في نفوسهم بعد عام ملئ بأعباء الحياة المختلفة.
وأوضحت رأفت، في تصريحات خاصة لموقع “أوان مصر”، أن الصعود إلى القمة ليس مستحيلاً ويمكن تحقيقه من خلال مذاكرة الدروس أولاً بأول مع تقسيم الوقت والحفاظ على الصلاة في مواعيدها، والابتعاد عن متابعة السوشيال ميديا بأنواعها المختلفة، وأيضاً النظام الغذائي المتوازن الذي يساعد على زيادة التركيز لدى الطلاب.
مؤكدة، أن مايميز الطبقات البسيطة عن الأغنياء هو حلم داخلى يتواجد لدى معظم الطلاب يتضمن وجود هدف أو مشروع يستطيع من خلاله قهر الظروف القاسية، وخدمه عدد كبير من البسطاء مثله، ولهذا يسعى الطالب لتنفيذ ذلك العهد المتخذ على نفسه منذ سنوات والعمل على تحقيقة بكافة الطرق الممكنة.
وأرجعت أخصائية التأهيل النفسي، أسباب ضياع وفشل الكثير من أبناء المشاهير إلى استغلال نفوذ عائلاتهم إجتماعياً ووظيفياً فى تحقيق جميع الرغبات، وأيضاً عدم التخوف من أي عقاب إزاء التصرفات الطائشة التي من الممكن القيام بها، فهم يعتمدون على وضع أسرهم فى المجتمع، ولهذا من الممكن أن تصبح الأسرة العامل الرئيسي في تدمير أبنائها.
الكادحين خارج بوابة الفقر.. وخلل التربية وراء ضياع أبناء المشاهير.. استاذ علم اجتماع يكشف نتائج السلطة والنفوذ
وقال الدكتور أحمد مجدي أستاذ علم الاجتماع، أن التربية السليمة هى أساس تنشئة الأجيال، وهى السبب الرئيسي في ضياع أو نجاح الأبناء وتحديد مصائرهم.
وأوضح مجدي، في تصريحات خاصة لـموقع “أوان مصر”، أن السبب الرئيسي وراء تفوق أبناء الطبقة الكادحة يعود إلى الرغبة في قهر الظروف القاسية وعبور خط الفقر، وعلى العكس فإن ضياع الكثير من ابناء المشاهير ودخولهم في بوابة الأعمال المنافية للآداب يرجع إلى خلل التربية، وعدم التفات بعض الأسر إلى أهمية الاستقرار والتوجيه الأسري، مما ينتج عنه حدوث حاله من الإنفلات الأخلاقي.
وفسر أستاذ علم الاجتماع، سر تقديس الفقراء للتعليم والرغبة في اكتساح كليات القمة، إلى حرص الطلاب على الحصول على مكانة اجتماعية مميزة والخروج من بوابة الفقر التى حاصرتهم على مدار سنوات عديدة، أما أبناء الأغنياء فهم يحققون مايحلمون به عن طريق أموال عائلاتهم فيقمون بالالتحاق بالجامعات الخاصة التي تتخطى مصروفاتها إلى مايقرب من 200 ألف جنيه سنوياً، ولهذا فهم يعتمدون على أسرهم مالياً وإجتماعية في تحقيق مايحلمون به.