الروح التي يتسلح بها نفس اللاعبون الذين خسروا في البداية بنتيجة كبيرة، ويقومون بتعويضها في وقت لاحق من المباراة أو مباراة العودة، «الريمونتادا» هي العودة والرجوع في النتيجة مرة أخرى بعد هزيمة مريرة.
لم تعد كرة القدم مجرد لعبة أو حدث رياضي ترفيهي، وترويح عن النفس، بل أصبحت من زمن ليس بالقريب، حرب معنوية بين متنافسين، فهناك العديد من المناسبات التي حقق فيها اللاعبون عودة خيالية لا تصدق وقلبوا الطاولة على منافسيهم.
أشهر ريمونتادا في العصر الحديث
كانت بين برشلونة وباريس سان جيرمان عام 2017، مباراة الإياب كانت خرافية لأقصى درجة.
في المباراة الأولى استطاع باريس تقديم مباراة اعجازية، حيث استطاع الفوز على برشلونة برباعية نظيفة، هذه الرباعية كانت كفيله بجعل الفريق الباريسي يحتفل بالفوز قبل مباراة العودة.
في مباراة العودة المباراة الخرافية كان لاعبي برشلونة على تركيز عالي جدا، بتسجيلهم هدف مبكر تبعه بالهدف الثاني خلال شوط المباراة الأول، وفي بداية الشوط الثاني، سجل ميسي الثالث من ركلة جزاء، بعدها سجل باريس هدف أول، ليكون على برشلونة تسجيل ثلاثة أهداف، وبالفعل سجل برشلونة ثلاثة أهداف لتصبح النتيجة 6-1 والنتيجة الإجمالية 6-5، ليصعد برشلونة في مباراة اعجازية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في أخر 15 ثانية من المباراة عن طريق سيرجيو روبيرتو.
أحدث ريمونتادا في الموسم قبل الماضي
مباراة ليفربول وبرشلونة حيث انتصر الريدز بأربعة أهداف نظيفة على ملعبه في مباراة العودة، في مباراة درامية، شهدت غياب نجوم الفريق محمد صلاح وفيرمينو، لكن الروح والرغبة الكبيرة عند رجال يورجن كلوب صنعت الفارق وكان تألق البديل أوريجي هو كلمة السر في حسم اللقاء.
كان ذلك بعد مباراة الذهاب في الكامب نو، حيث قدم الليفر مباراة جيدة لكنه خسر في النهاية بنتيجة 0-3 بنتيجة كانت غير متوقعة لأن الريدز كان يقدم أداء رائع طوال الموسم.
العام الأبرز للريمونتادا في دوري الأبطال 2004
شهد عام 2004 ريمونتادا غير متوقعة، حيث كان موناكو وقتها يمر بأفضل مرحلة في تاريخه في دوري أبطال أوروبا في عام 2004، حيث أنهى دور المجموعات في المركز الأول ب 11 نقطة ثم استطاع عبور دور الستة عشر ووصل للدور ربع النهائي، ضد أحد أعظم الفرق في العالم نادي ريال مدريد، وكان مدريد وقتها مرشح وبقوة للفوز باللقب خاصة وان ريال مدريد قبلها بعامين كان متوج بالبطولة التاسعة له.
في المباراة الأولى فاز ريال مدريد وقتها في اسبانيا بنتيجة 4-2 وكان الهدفين الذي أحرزهما موناكوا ثمينة جداً على أرض مدريد، أما في المباراة الثانية افتتح مدريد التسجيل مرة أخرى لتتصعب مهمة فريق موناكو حيث أصبحت النتيجة الكلية 5-2 لصالح الملكي ريال مدريد بعدها أحرز موناكو ثلاثة أهداف لتصبح النتيجة الكلية 5-5 ويتأهل موناكو في مفاجاة كبيرة وقتها ويقصي العملاق ريال مدريد، الذي كان يضم أفضل حقبة لاعبين في تاريح النادي، عصر «الجلاكتيكوس».
المباراة الأخرى في نفس العام
فريق ديبورتيفو الإسباني مر بفترة انتعاشة كبيرة في موسم 2003 – 2004 فقد كان موسم استثنائي للفريق حيث انهى الموسم في المركز الثالث في الليجا واستطاع الوصول الى نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا، ولم يكن الوصول لنصف النهائي بالنسبة لهذا الفريق بالأمر السهل ولم تكن مصادفة أيضاً.
في المباراة الأولى كانت في سان سيرو، وقتها استطاع الفريق الاسباني تسجيل الهدف الأول، ولكن فريق ميلان تعادل واستطاع تسجيل أربعة أهداف، لتنتهي المباراة بأربعة أهداف لميلان مقابل هدف لديبورتيفو، عليك ان تتخيل عزيزي القارئ حجم صعوبة مباراة الإياب بالنسبة لفريق ديبورتيفو الذي سيقابل فريق مثل ميلان وهو مهزوم بالأربعة.
ثم جائت مباراة العودة، وفريق ميلان شبه ضامن للتأهل على حساب ديبورتيفو، ولكن هنا جائت الصدمة حيث استطاع فريق ديبورتيفو تسجيل أربعة أهداف ضد ميلان، وبدون رد من الفريق الإيطالي، ليستطيع ديبورتيفو التأهل لنصف النهائي على حساب ميلان في سابقة لم تحدث من قبل.
المباراة التي جعلت من تشيلسي بطلا لدوري الأبطال لأول مرة في تاريخه
مر تشيلسي بفترة صعبة في موسم 2012، بعدما حقق المركز السادس في البرمييرليج، وتمت إقالة مدربه، وتعيين المدرب دي ماتيو في وقت صعب من الموسم، وتقابل البلوز مع نابولي الإيطالي في دور الـ16 وخسر في مباراة الذهاب، والتي أُقيمت في ايطاليا، وسجل تشيلسي هدف في بداية المباراة، ولكن رد فريق نابولي بثلاثة أهداف لتنتهي المباراة بثلاثة أهداف لهدف.
في مباراة العودة تحدى لاعبي تشيلسي الظروف وعلى رأسهم المهاجم الإيفواري دروجبا الذي تألق وقاد فريقه للعبور للدور الثاني، سجل تشلسي هدفين، كانوا كفيلين بأن يتأهل بهما، لكن نابولي سجل هدف صعب مهمة البلوز لكنههم أضافوا هدفين قاتلين عن طريق لامبارد وايفانوفيتش، ليحقق تشلسي أفضل مباراة له في تاريخ دوري الأبطال وأحرز اللقب الأول له في البطولة.
اقرأ أيضًا..