كتب: محمود طايع
الإعدام شنقا جملة ترتجف لها القلوب حين النطق بها، ويقف الزمن أمامها لحظة، لكنها لا ينطق بها القاضي إلا في حالات القتل مع سبق الإصرار والترصد فهي لا تنطق إلا على من يستحق ذلك العقاب.
فحينما يتردد في أذاننا كلمة سفاح ، نعلم أن هناك الكثير من الضحايا والمجرم شخص واحد، أعتاد على كثرة القتل والإيذاء بشكل إحترافي، بالرغم من الأمن الذي أشتهرت به مصر وسيطرة الأجهزة الأمنية على الجريمة، وإنخفاض معدلها مقارنة بالبلاد الأخرى، إلا أن هناك بعض الحالات الفردية، التي يظهر من خلالها أو يكتشف بها شخص اعتاد على سفك الدماء، وهذا ليس عملاً عشوائياً وإنما يتحول إلى هواية يحب تكرارها، وينتقي ضحاياه، وهذا الذي يفرق بينه وبين المجرم العادي الذي يرتكب جريمته تحت ظرف ما، الأمر الذي أثار الرعب والفزع في قلوب الجميع، ولكن بالرغم من إحترافية السفاح إلا سرعان ما يتم إكتشافها بواسطة جهود الأجهزة الأمنية، لتنتهي الرواية بحبل المشنقة، ولكن تظل تردد على ألسنتنا ويذكرها الإعلام حتى الآن بداية من ريا وسكينة الأكثر شهرة فى عالم القتل والجريمة وصولا إلى سفاح الجيزة.
ريا وسكينة:
الرواية الأشهر فى عالم الجريمة والقتل فى مدينة الإسكندرية، تناول قصتهما أكثر من عمل سينمائى، والتى تدور حول سيدتين عرفوا بقتلهما للنساء بعد استدراجهن إلى منزلهم وسرقة كل مشغولاتهم الذهبية، ودفنهن فى نفس البيت الذى يقطنوه، ومع الوقت انتشرت الشائعات بين سكان المنطقة التى يقطنوها الأمر الذى ألقى بأصابع الاتهام نحوهم.
سجلت ضحاياهم 17 سيدة ، الذين تم دفن جثثهم داخل منزلهم، تم القبض عليهم وتنفيذ حكم الإعدام شنقا في عام 1921 م لتنتهي قصتهما، وتكون أول حكم بلإعدام تم تنفيذة.
سفاح المهندسين:
أحمد حلمي المسيري، السفاح الذي لم يتجاوز عمر الثلاثين.
ارتكب أكثر من 12 جريمة قتل، فكانت أول جرائمه هي قتل 3 أشخاص دفعة واحدة أثناء هجومه على إحدى الشقق بغرض السرقة وتتابعت عمليات القتل فيما بعد ومن هنا جاءت تسميته” بسفاح المهندسن”
ولكنه لم يظل كثيرا بعيد عن قبضة الأمن، فتم القبض عليه فى نفس عام ظهور 1996، وحكم عليه بالإعدام ونُفذ فيه الحكم في العام نفسه، وقيل إن دفاعه حاول أن يخفف العقوبة من خلال ادعائه الجنون، لكن فشلت حيلة الدفاع وتمت محاكمته وأصدرت المحكمة حكم الإعدام عليه.
وقد أثارت قصة حياة “المسيري” فضول بعض المؤلفين والمخرجين، وفي عام 2009 أخرج فيلم حول قصة حياته حمل اسم “السفاح” قام ببطولته الفنان هاني سلامة ونيكول سابا، لكن أسرة السفاح اعترضت على الفيلم وهددت بالاحتكام للقضاء لمنع عرضه، وتم عقد جلسات مكثفة بين العضو المنتدب للشركة المنتجة للفيلم، وأسرة سفاح المهندسين الحقيقي الذين حضروا من ألمانيا ولندن للتوصل لاتفاق إلى أن تم عرض الفيلم.
التربيني سفاح من أجل الشذوذ:
رمضان عبد الرحيم والمشهور بالتوربينى، المجرم الذي عرف بقتل أطفال الشوارع بعد اغتصابهم، اعتاد منذ طفولتة على ترك منزله والعمل بأحدى كافتيريات السكة الحديد بالقاهرة، إلا أنه وقع في قبضة بلطجي، يدعى “عبده توربيني” الذي استولي على نقوده ثم هتك عرضه وقام بإلقائه من أعلى القطار فسقط على قطعة من الحديد مما تسبب في إصابته بعاهة مستديمة في وجهة، الأمر الذي أصابه بعقدة نفسية وتولدت بداخلة حب القتل والجريمة.
ووصلت ضحايا “عبدالرحيم”، إلى ما يقرب من 32 طفلا بعد أن اغتصبهم بمساعدة عصابته، وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية، من القبض عليه، واعترف بارتكاب العديد من جرائم الاغتصاب وقتل الأطفال.
قضت محكمة النقض بتأييد الحكم الصادر بالإعدام ضد التوربيني ومساعديه فرج محمود السيد وشهرته “حناطة”، بالإعدام شنقا في 26/1/2009. ، وتم تنفيذ حكم الإعدام فيهم يوم 16 ديسمبر 2010.
القذافي سفاح الجيزة:
وأخيرا سفاح الجيزة الذي ظل يمارس جرائمة لمدة 5 سنوات لأجئا لنفس طريقة السفاحتين “ريا وسكينة”، في التخلص من ضحاياه. اختلفت أماكن جرائمه من الجيزة للإسكندرية، حيث دفن جثث ضحايا بشقتة في بولاق الدكرور ومخزن بمحافظة الإسكندرية، أرتكب الكثير من الجرائم قتل ونصب واحتيال وانتحال صفة وسرقة.
كانت حصيلتة ضحاياة 4 قتلى، بداية بزوجته ثم صديقه المقرب، منتهيا بفتاة تعرف عليها بالإسكندرية، مستخدما ذكاءه الشديد للتمويه والتخفي وانتحال صفة ضحاياه تارة، وأشخاص بأوراق رسمية آخرين تارة أخرى.
كشفت كل جرائمة بالصدفة، كانت أسرة المهندس رضا صديق المتهم المقرب “أحد ضحايا”، كلفت محامي للبحث عنه والذي لم يتوقف عن السؤال عنه في أقسام الشرطة طوال 5 سنوات الماضية منذ اختفائه، وصلت معلومة لمحامى الأسرة بصدور حكم قضائى صدر ضد المهندس رضا، وعندما ذهبت الاسرة لمقابلته في سجن الاستئناف بالإسكندرية كشفت ملابسات الأمر، واتضح أن الشخص المحبوس باسم المهندس رضا، هو المتهم قذافى فراج، وبمواجهتة، بجمع المعلومات اعترف بكافة الجرائم التي ارتكبها.
تم إحالة ملف القضية إلى المفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه فيما نسب إليه، وكان المتهم قذافي فراج، أحيل إلى محكمة الجنايات، على خلفية قتل زوجته وسيدتين ورجل، مع سبق الإصرار خلال عامي 2015 و2017، وقام بإخفاء جثامينهم بدفنها في مقابر أعدها لذلك.