أطلق أحد المدرسين مبادرة فريدة من نوعها ، والتي بدأها بوصف نفسه كونه مدرسًا ، يحمل العلم ولا يتجار به ، في زمن قل فيه وندر أن تجد مثالًا مثل هذا يُحتذى به ، بين كافة أطياف وفئات المجتمع ، كمثله القليل من الأطباء الذين يعفون المرضى غير القادرين ، ومثله القليلون والنادرون الذي أصبح مجتمعنا يفتقرهم ويفقتر وجودهم بيننا .
وفي ظل معاناة الاهالي وأسر الطلاب وأولياء الأمور، مع الإتجار بالمناهج الدراسية ، واستغلال الظروف والوضع الرهن ، ليمثلوا آداة ضغط على أولياء الأمور، بمتطلباتهم المادية ، بـ الدروس التي يعطونها للطلاب ، إلا ان هناك دائمًا ، من يدخل السرور على قلوب أولياء الأمور ولو كانوا قليلون ، لكنهم لازالو موجودين ، ومثل هذه الأمثال تُعطينا نظرة إيجابية ، وتمدنا بروح التفاؤول والأمل.
ليبادر المُعلم ، بإطلاق مبادرته ، وهي إعفاء أولياء أمور الطلاب غير القادرين على دفع مصاريف الحصص الدراسية لأبنائهم الطلاب، وأوضح في هذا أنه مدرسًا يحمل العلم ولا يتجار به ، إذ وضع لافتة مطبوعة ودون عليها مُلقيًا تحية الإسلام وتابع قائلًا: « عزيري ولي أمر الطالب، أتحدث إليك كأخ في الله، أعلم تمامًا مدة صعوبة الحياة المادية والاقتصادية علينا جميعًا ، وبدوري مدرس ومعلم ولست تاجر علم».
«وكما وصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، «واستشهد بحديث نبوي»، قول النبي ﷺ: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته».
وتابع المدرس في مبادرته الإنسانية ، :« برجاء إذا كنت غير قادر على دفع مصاريف الدرس لا تتردد أن تبلغني بذلك ، وهذا ليس فضلًا مني عليك ، وإنما هو حقك وهذا واجب علي كمُدرس وكمُعلم.
وطالب المُدرس صاحب المُبادرة الإنسانية تلك رجاؤه الأخير، وهو الدعاء لوالده ووالدته بالرحمة والمغفرة .