نشر أسامة السيد الأزهري عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مجموعة من التساؤلات المرتبطة بحق سيدنا يوسف عليه السلام.
كتب عبر صفحته الرسمية:” نشرت عدة منشورات سابقة حول سيدنا يوسف، وتجليات الله عليه باسم العزيز، فرأيت كثيرا من القبول لما أكتبه، ورأيت من يرفض ما أكتبه، فترى قائلا مثلا يقول(كلامك كله غلط لان منصب العزيز كان موجود من قبل ذلك) وترى قائلا آخر يقول (أين الدليل على ما تقول) ولا يخلو الحال من شتائم وتهجم وانتقاص”، والذي أقوله بفضل الله نابع من فهم وغوص ومعايشة، وأستطيع أن أبسط القول فيه وفي تأييده ببراهين وأدلة وتوضيحات، بل يمكن أن أكتب فيه كتابا كاملا ومؤلفا مستقلا.
وأضاف:”قد أحببت أن أشرح هنا شيئا وجيزا وعاجلا من ذلك لعله أن يوضح المعنى ويعطيني من كثير الكلام فيه فأقول:
العزيز في حق سيدنا يوسف ليس مجرد منصب كان معهودا قبله بهذا الاسم، فلما أن تولاه هو سمي باسم هذا المنصب فقط، بل شأن سيدنا يوسف أجل من هذا وأعمق، والذي يتصور قصور الامر عنده على أنه تقلد منصبا فسمي به فهو الغالط عليه، القاصر في فهم جلال شأنه”.
وقال:”حقيقة شأن سيدنا يوسف هو أنه تفرد عن كل من سبقه في هذا المنصب بصفة النبوة والرسالة أولا، والعلوم الإلهية التي أفاضها الله عليه ثانيا (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ)، ثم بالفتح العزيز الذي اختصه الله به في التدبير المحكم العجيب لشئون الديار المصرية، حيث أتى بتدابير معجزة، وغير مسبوقة، وغير معهودة، يجتاز بها السنوات العجاف الشداد في مصر، ثالثا بحيث إن ملك مصر لما أن سمعه بتدبيره العجيب استدعاه، وجالسه، وباحثه، وكلمه، وناقشه، فأقر بالعجز عن تفاصيل هذه التدابير العجيبة التي أتى يوسف بها من معين الفتح والفيض والتعليم الإلهي والنبوة (فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ).
واستطرد كاتبا:”فصار يوسف عزيزا متفردا في عزته، ولم يكن وصف العزيز في حقه لمجرد أنه تولى منصبا سمي بهذا الاسم، بل لما أعجز به عقول المصريين ذوي العراقة والخبرة في تدبير شئون الزراعة، فالعلوم التي أعجزهم بها هي التي بموجبها تقلد المنصب، والمنصب أصغر منه، وهو أعز وأجل من المنصب، فهو العزيز ظاهرا وباطنا”.
العزيز ظاهرا بموجب أن هذا اسم منصبه والعزيز باطنا بالعلوم الإلهية التي جعلت عزيز مصر قبله وملك مصر واعيان مصر يخضعون لعلومه وتدبيره الذي هو فوق تدابير عقول كل من تقلد المنصب قبله، فالعلوم والفتح والفيض الذي بموجبه تقلد منصب العزيز هو حقيقة كونه عزيزا.
فالعزيز في حقه أثر من آثار تجلي الحق عليه باسمه العليم، وباسمه القهار، وباسمه الفتاح، ومجموع ذلك يظهر لنا أن الله أعز جانبه، وأظهر شرفه ومكانته، واعلى قدره، فجعله قطب أحداث زمانه، فهو أجلُّ أهل عصره رتبة وعلما وفتحا وعزة، حتى إن أنبياء زمانه (كأبيه يعقوب) ليسجدون له إقرارا منهم بتفرده في عزته وفي فضل الله عليه، (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا).
اسامة الازهري، سيدنا يوسف، لقب العزيز لسيدنا يوسف عليه السلام، اخبار اليوم، اخبار مصر اليوم، اخبار المنوعات، اخبار 2021، 2021
فسبب كون يوسف عزيزا ليس المنصب، بل العلوم والمعارف الإلهية، التي جعلته هو الفرد الكامل في هذا الوصف، ظاهرا بحكم اسم منصبه، وباطنا بموجب تجليات إلهية عليه لا ينالها كل من تقلد منصبه وسمي عزيزا قبله، ولذلك فقد لخص هو عليه السلام خلاصة كل هذا في خواتيم أمره إذ قال: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ) فهذه حقيقة مقومات كونه عزيزا
فشتان ما بين عزيز تولى المنصب قبله، وسمي عزيز مصر، وقام بأعبائه قدر وسعه وطاقته، وأخطأ وأصاب فيه، ثم مضى إلى ربه بتجربة بشرية خلط فيها عملا صالحا وآخر سيئا، وقد طواه الزمان فلا نعرف حتى اسمه
وما بين عزيز تولى منصبه بموجب التمهيد والتدبير الإلهي العجيب (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ)، وفتح الله له بالفتوحات والعلوم الباطنة والظاهرة، فعمر منصبه هذا بعلوم أعجزت العباقرة والخبراء في ذلك المجال، (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا)، فقام بأعباء منصب العزيز على نحو متفرد يتردد من خلال القرآن إلى يوم الدين.
موضوعات متعلقة
دموع الإبل «ترياق» لسم الثعبان.. إليك أصل الحكاية
«بئر كولا» بين الحقائق العلمية والخزعبلات.. اعرف أصل الحكاية!