يبدو أن الحكومة أصبحت عبئًا كبيرًا على الدولة والمواطن، وكأنها جاءت بتوصيات لإفقار وإذلال هذا الشعب المطحون.
كل يوم نرى زيادات وارتفاعات في أسعار كل شيء .. نعم كل شيء ما عدا ثمن هذا الإنسان الذي أصبح أرخص شيئًا على الحكومة ولم يعد موجودًا في حساباتها بل إنها تتفنن في إذلاله وافقاره بأي شكل من الأشكال وهو ما أصبح واضحًا في كل شيء حتى في سلبيتها لمحاربة جشع التجار وترك المواطن ليكون فريسة لأطماع هؤلاء بمشاركتها ومباركة منها.
لا نضع رؤسنا في الرمال كالنعام أو نهمهم برؤسنا ونكون راضين عن كل شيئًا حتى وإن كان في غير مصلحتنا، فالوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
فالطبقات المتوسطة بدأت تتلاشى وتختفي بين طبقات الفقر ، التي أصبحت السائدة بين الجميع .. اين هي الآن؟!
بحسبة بسيطة جدا لو ان أسرة ما مكونة من 4 أفراد وكان طعامهم الفول والطعمية وكانت وجباتهم الرئيسية ساندوتشات شعبية من الفول والطعمية وقام رب الأسرة بشراء 3 ساندوتشات فقط لكل فرد من أفراد الأسرة فسيكون إجمالي الساندوتشات في الإفطار 12 سندوتشا لتكون قيمتهم حوالي 60 جنيها تقريبًا في حال ان كان سعر الساندوتش الواحد 5 جنيهات.. ونفس العدد والقيمة في الغداء والعشاء فسيصبح إجمالي ما تنفقه الاسرة على ساندوتشات الفول والطعمية 180 جنيها تقريبا لتكون قيمتهم شهريًا 5400 جنيها تقريبا.. فقط ساندوتشات فول وطعمية وليس كباب وكفتة أو لحوم .. هل يعقل هذا؟؟!!
هل يعقل أن يكون قيمة ساندوتشات الفول والطعمية 5400 جنيها في حال لم يشتروا أي امر اخر ،، كيف يا سادة والحد الأدنى للاجور لا يتماشى مع ساندوتشات الفول والطعمية.. ماذا نقول لفقراء هذا البلد!
أعلم جيدًا أن كلماتي ثقال على الحكومة واعلم جيدًا أن حديثي سيتم تحريفه لنيل الرضا ومن الممكن ايضا مساءلتي عن مقالي.
أكتب ما يمليه علينا الضمير .. نقول كلمة حق في وجه حكومة راكعة أمام طلبات وشروط صندوق النقد الدولي للحصول على حفنة دولارات وشهادة ثقة على جثث المواطنين تحديدًا.
ماذا يحدث يا سادة .. لم نرى هذه الأيام السوداء طيلة العمر .. اهل هذه هي السنوات العجاف وان كانت هي كما يحلو للبعض توصيفها هل سنبدأ سنوات الرخاء أم ان حالة الانبساط والانشكاح مازالت تسيطر على وجوه الحكومة بانتصارها على المواطن الغلبان!
هل يعقل أن يصل كليو اللحم عند الجزار 360 لـ 400 جنيها في بعض المحلات.. هل سيطر الارتياح على البعض من عدم تحريك ساكن .
وأخيرًا.. نفسي اكل لحمة يا حكومة.
ارحموا الناس يرحمكم الله..