مترو الأنفاق | بكمامة تُغطي الوجه والفم حتى لا يتعرف أحد على ملامحها وتسير وسط الركاب وتحدق في كل شخص وفي يدها أوراق كثيرة تُعطيها للجالسين فقط والواقف ليس له نصيب منها، وبعدما يأخذ الشخص الورقة ويقرأ ما فيها ينظر إلى الفتاة التي لا يظهر منها سوى عينيها ويُدخل يده في جيبه ويخرج المال ويُعطيه لها وفي حقيبة صغيرة تحملها على كتفها تضع المال بداخلها.
رحلة تسول داخل المترو
وتُكمل رحلة تسولها داخل عربات المترو، على الرغم أن وجه الفتاة التي لم تبلغ الـ 20 عامًا بات محفوظًا لدى ركاب المترو، ولكن لم يكلوا من الوضع ويخرجوا المال ويُعطوها إياه، وهي ومن على شاكلتها أصحبوا يتفنون في اختراع القصص القصص الجديدة والإبتكار في التسول الذي أصبح مهنة لدى البعض، ولم يقف ابتكار المتسول على توزيع الأوراق فقط بل أصبحو يظهرون في طظهر لائق وأنيق ويطلبون المساعدة بسبب ظروف طارئة وتتمثل في: «معلش ممكن 20 جنيه أركب بيها عشان المحفظة وقعت»، وغيرها من الأمور التي يحاولوا من خلالها أن يخدعوا الضحية.
وفي الوقت الحالي أصبح المترو ملجأ للمتسولين يدخلون بكل آمان ليصطادوا ضحياهم، منهم من يقوم بتوزيع الأوراق ومنهم من يقوم ويقبل رأس الركاب ليلعبوا على غريزة العاطفة لديهم واليوم أثناء استقبال المواطنين مترو الأنفاق وبالتحديد في محطة «أنور السادات»، استقبلته فتاة في سن الـ 19 عامًا ومعها طفلة لم تتعدى الـ 6 سنوات ويقمن بتوزيع الأوراق على الركاب ليخرجوا منهم المال بطريقة جديدة للنصب والاحتيال، ومكتوب على الورقة: «انا ابويا عاجز مبيقدرش يشتغل واختي عمدها القلب وطالب انكم تساعدوني باللي يقدركو عليه ربنا»، حيل جديدة وتنجح في بعض الأوقات.
وظلت الفتاة تستقل المترو إلى محطة «الدقي» دون حجز تذكرة وعندما أقتربت الفتاة من الأمن وضع لها الكارت ليفتح لها ممرًا للعبور دون وضع أي تذاكر في المكينة، وعندما اقتربت من السلم أعطت حقيبتها لإمرأة نبلغ من العمر 40 عامًا تقريبًا وعادت الفتاة مرة آخرى، بدون أي تذاكر وتكررالمشهد مرة آخرى.
الدخول والخروج بدون تذاكر
وقالت غدير عبدالله أحد الفتيات التي تستقل المترو دائمًا لـ «أوان مصر»، أنها ترى هذا المشهد دائمًا يستقبل المتسولين المترو دون حجز تذاكر، مشيرة إلى أن العامل الذي يقف على مكينة التذاكر دائمًا يفعل ذلك ويخرج المتسولين دون تذكرة، مؤكدة على أنهم يأخذون منهم المال مُقابل أن يأخذوا منهم مبالغ مالية ويتركوهم داخل المحطة.
وأشار مدحت علي موظف، إلى أنه عندما يذهب للعمل يرى دائمًا متسولين من أشكال مختلفة وطرق متعددة للتسول، مضيفًا أنهم يبتكرون طرق للتسول منهم من يخرج هاتفه ويتحدث بصوت مرتفع ويتناقش في أموره الخاصة ليظهر للبعض أنه في ضائقة مالية.
وعلى الرغم من جهود، الإدارة العامة لتشغل مترو الانفاق، لمنع المتسولين، والقضاء على تواجدهم داخل عربات مترو الانفاق، إلا انهم لازلوا يجدون الحيل العديدة، لتواجدهم بالمحطات والقطارات، دون إمكانية لردعهم.