فاز برشلونة على الغريم ريال مدريد وسط أجواء احتفالية خيالية بعد رباعية قاسية وبإقناع كبير وليس هنالك مستوى كهذا يصل إليه فريق مع مديره الفني الجديد في أقل من 5 شهور على توليه الإدارة الفنية، ولكنها أكاديمية لاماسيا يا سادة، الذي أنجبت وستنجب المئات كـ تشافي وميسي وإنييستا وجافي وبيدري وأنسو فاتي.
فريق مهلهل فقد أسطورته في الصيف ولكنه وببعض الحنكة الإدارية للرئيس الجديد القديم خوان لابورتا، جلبه عدة أسماء أضافت الجانب المعنوي قبل الفني للمواهب الصغيرة وشددت من أزرهم على النهوض مرة أخرى، مع مدير فني له تجربة واحدة في الخليج ولكنه أظهر الاحترام الكبير لرجل يفهم ويُقدِر أنه سيكون أسطورة النادي كمدرب في المستقبل كما استحق اللقب وهو لاعب في وقت سابق.
المستوى الذي ظهر به البارسا يُظهر أن الفريق متجانس لدرجة أنك تقول أنه عاش معسكرات عديدة وفترات طويلة وحصل على عدة بطولات من قبل بنفس قائمة اللاعبين رفقة مدربهم الطامح تشافي هيرنانديز، رباعية تشافي أمام الملكي أظهرت شخصية مادرسه وما تعلمه وما خاضه من خبرات عديدة كلاعب وتدريبه تحت قيادة أحد أفضل المدربين في تاريخ اللعبة وهو بيب جوارديولا، رباعية أوضحت الخلل الكبير الذي توارى تحت عباءة زين الدين زيدان في الفترة الماضية مع الريال، ولكن أنشيلوتي «شال الجمل بما حمل» بسبب عنجهية بيريز رئيس الريال الذي ترك كل شئ من أجل السوبر الأوروبي الذي أكل عقله.
وللحديث عن دهاء بيريز الإداري يجب أن نُذّكِر بعض الجماهير بأن ريال مدريد هو أكثر نادي في العالم استفادة من فترة الانهيار الاقتصادي لمعظم الأندية على مستوى العالم في فترة ماتسمى “كورونا” وكما أفاد النادي في بيان رسمي أن لديه صافي ثروة بقيمة 534 مليون يورو فضلا عن خزينة بقيمة 122 مليون يورو بحلول 30 يونيو الماضي 2021.
وفي ظل تدابير الادخار التي تم تبنيها لتعويض انهيار الدخول بسبب الأزمة الصحية، أغلق ريال مدريد، السنة المالية 2020-2021، بأرباح قدرها 874 ألف يورو بعد دفع الضرائب، وبالتالي يجب الذكر أن هناك أشياء خطفت عقل الرئيس من أجل المستقبل، وها هو أبرز المرشحين للحصول على الظاهرة إيرلينج هالاند في الصيف بجانب تأكيد صفقة مبابي في الفترة القريبة المقبلة قبل صيف 2022.
بيريز الذي أصبح أنجح رئيس نادي في العالم وذلك ليس من فراغ، سياسته التي يتبعها لابد وأن تدرس ولكن على بعض الجماهير تقبل ذلك بصدر رحب، الفريق الذي حصل على ثلاثية تاريخية لابد وأن ينهار يوما ما، هكذا علمتنا كرة القدم، ثلاثي الوسط (كروس – كاسيميرو – مودريتش) الذي يشارك بصفة مستمرة من 2015 وحتى وقتنا هذا 2022، شئ لا يصدق ولكن عندما تسأل عن السبب فهي براعة بيريز في جلبه أفضل نجوم العالم، وفي وقتنا الحالي دعم صفوفه بأحد أفضل المواهب في العالم وهو كامافينجا الولد الذي يحمل 20 عامًا فقط في بطاقته الشخصية، ولكن لم يأتي دوره بعد، مع برجل أساسي في الوقت الحالي وهو فالفيردي الذي فضله زيدان قبل رحيله عن كوفاسيتش الذي كان ولابد من بقائه ولكن إلحاح فلورنتينو في رحيل أحدهم لتخفيف الرواتب وجلب شاب صغير في نفس المركز كان قرارًا إداريًا من الدرجة الأولى.
ظروف جعلت من ريال مدريد فريقًا يفتقد للقوة الكامنة بداخله، وأصبح فريقًا يعتمد على الظاهر وهم الـ11 لاعب الأساسيين فقط، والذي أصبح بعضهم محط السخرية في الفترات الأخيرة ولعل أبرزهم كارفخال الذي فضله بيريز عن الموهبة أشرف حكيمي بسبب راتبه الباهظ بالنسبة لـ بيريز فقرر رحيله عن الفريق، ناتشو الذي أصبح في عداد الموتى إن جاز التعبير، وكلنا رأينا مافعله ديمبيلي على الجبهة اليسرى في المباراة المشئومة للمدريديين، قوة تشافي وعظمته في إدراكه الكبير لما يحدث على الساحة العالمية في التدريب وكيف تطورت الأمور، تزامن مع فقدان الريال لأهم أعمدته الظاهرية وهو كريم بنزيمة، فهل تعلم عزيزي القارئ أن ما تسبب به غياب بنزيمة في أسلوب لعب فريقه هو فقدانه لـ50% من قوته كما ذكرت الصحافة الإسبانية عقب الكلاسيكو، ولما لا فيمكننا زيادة النسبة بسبب ماتطرق له أنشيلوتي في أسلوبه وهو جعل لوكا مودريتش يترك مهامه الأساسية لتحقيق جزء مما كان يقوم به بنزيمة على مستوى أخر 30 ياردة في الملعب بالنسبة لهجوم المارينجي في مبارياته، كذلك تأثيره على عملية الخروج بالكرة فانكشف فقر بعض اللاعبين على المستوى الفني، وبالتالي غياب النجم الفرنسي لم يكن غيابًا فرديًا على الإطلاق فقد كان بمثابة قطم العمود الفقري للفريق بأكمله، وللمتابعين فقط عليكم تذكر مافعله الريال أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16 بفضل مودريتش وبنزيمة.
الأمر لا يستدعي منا أن نندهش بأن فريق بحجم الريال يعتمد على لاعب واحد وهو كريم بنزيمة، ولكن الأمر أعقد من ذلك وكما أوضحنا في الأعلى أنها أمور كالسلسلة ليس من المعقول أن نقوم بتفكيكها، ولكن العمر المتقدم والاعتماد على أسلوب واحد وسط انعدام الرغبة لبعض اللاعبين في الملعب، مع مدرب لم ينزعج من الشكل الذي تولى عليه الفريق عند توليه المهمة، فقد تلاقت أفكار بيريز مع شخصية أنشيلوتي فأصبح شكل الريال كما هو عليه الآن.
مقالات الكاتب ..
أبوصالح يكتب.. البدري وحركاته هم مايتلم !
أبوصالح يكتب.. لاعب الكرة صايع أم خلوق !!
أبوصالح يكتب.. رسالة لـ عبدة الأصنام