كتبت – سماح عثمان
بقدرِ الكدِّ تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي ومن رام العلا من غير كدٍّ أضاع العمر في طلب المحال تروم العز ثمّ تنام ليلاً يغوص البحر من طلب اللألي،فالأبطال لا يُصنعون في صالات التدريب، الأبطال يُصنعون من أشياء عميقة في داخلهم هي: الإرادة والحُلم والرؤية.. كلمات كتبت لأبطال عاشوا بيننا ليس فقط من هم حاصلين على بطولات وميداليات بل هم أيضا الذين واجهوا نظرات وسخرية منذ طفولتهم، عاشوا حياة مليئة بالأحزان ورغم ذلك أشاعوا البهجة لمن حولهم، واجهوا الكلمات السلبية بالإبتسامة الراضية، “نسمة يحيى” كانت أبرز مثال على ذلك فهي وضعت أقدامها على أول طريق النجاح وتحقيق حلمها
نسمة يحيى أول عارضة لأزياء قصار القامة، تبلغ من العمر 20 عاما طالبة بكلية التربية النوعية قسم الإعلام جامعة المنصورة، تقول “تعرضت للتنمر منذ طفولتى ومنذ أن كنت في المرحلة الإبتدائية من زملائي وكان التنمر من الصغير والكبير فدخلت في حالة نفسية طويلة بسبب قصر قامتي، رغم شعوري بأنني طبيعية وكانت والدتي تنصحنى بألا أنصت لأحد ولا أهتم لحديث أحد.
لو كنت طويلة كان “دمي هيبقي تقيل“
تضيف نسمة، كنت أخاف من التصوير وأبتعد عن الكاميرات وكنت أتأثر بكلام الناس عن بشاعتي ، ولكن وجدت نفسي أهوى عروض الأزياء وأتمنى أن أخوض هذا المجال فأخذتني الجرأة في الوقوف أمام الكاميرا لألتقط الصور ولا أخاف منها ولا أخجل من قصر قامتي، فقمت بعمل “فوتوسيشن” جلسة تصوير ومنذ ذلك الحين وجدت شكلي طبيعي وطبيعة ملابسي جذابة وتأكدت أن لو كنت طويلة كان “دمي هيبقي تقيل”، فجلسة التصوير غيرت حياتي بالكامل، عندما لاقت استحسان الكثير الذين منحونى الثقة .
لجأت لعمليات تطويل وفشلت
تقول نسمة، أحاول أن أصاحب كل الناس وأتعرف على الجميع ولكن الجميع يعتقد أنني أبحث عن الشهرة رغم أنها من حقي، ولكن طريقها سهل بصورة مستفزة أو مخلة، إنما السعى بطريق محترم بفيديوهات هادفة متعب للغاية.
الكثير سألوني عن اللجوء لعمليات التطويل وحقن النمو فأنا حاولت كثيرا وتسببت في آثار سلبية لي وفشلت، وقتها علمت أن الله يريد ذلك ولابد أن أرضى بقضاؤه، وتيقنت أننى مميزة عن الباقين وأننى وصلت لدرجة من النضج لم يصل إليها الكثير من طوال القامة .
35 % من قصار القامة بالعالم موجودين في مصر
تعرضت لمضايقات من كل الكلمات مثل”حاسبي حد يدوس عليكي، حاسبي حد يحطك في جيبه” ويستعملونها كنوع من الفكاهة ولكنها لم تعد تؤثر بي وأصبحت أتعايش مع كل الظروف، فهناك أكثر من 75 ألف شخص من قصار القامة بنسبة 35% من المجموع العالمي.
عدم وجود ملابس على مقاسي جعلتنى أؤسس البراند
وتسرد نسمة قصة تحقيق حلمها، قررت أحقق حلمي بتأسيس أول براند لقصار القامة وأطلقت عليه اسم “بريز” خصوصا أنه لا توجد ملابس مناسبة لقصيرات القامة حتى المحلات لا تبيع ملابس تناسب مقاساتنا، إذ إنني عندما في أولى إعدادي كنت أختار اللون والتصميم وشخص آخر يقوم به، وعندما وصلت للجامعة أصبحت أعمل التصميمات بنفسي وتنال إعجاب من حولي وحتى الآن قمت بعمل 10 تصميمات ووجدت أنني متقبلة لنفسي كما أنا، فقررت أن أكون عارضة ومصممة أزياء لقصيرات القامة حتى وجدت أن هناك كثيرات من غيري من قصيرات القامة، ونسبتهن كبيرة في مصر، يخبرنني أن حكايتي شجعتهن على أن يخرجن ويظهرن أنفسهن للناس بعدما كانوا يحبسوا أنفسهم بين جدران المنزل خوفا من نظرات الناس وسخريتهم.