كتبت_ياسمين أحمد
شهدت أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر، موجة انتحار بين كثير من الشباب، وبعد التحريات المكثفة التي قامت بها الشرطة، قدمت رابطا غريبا بين المنتحرين، حيث جميعهم قرأوا مؤخرا رواية ” آلام فارتر”، وهي رواية صدرت عام 1774 للكاتب والفيلسوف الألماني الشهير يوهان فولفغانغ، وتدور أحداث الرواية في تصوير قصة حب متكاملة من منظور فلسفي تراجيدي.
رواية آلام فارتر رسائل لم ترسل أبدا، كتبها الشاب فارتر إلى حبيبته الجميلة شارلوت خطيبة صديقه المقرب، حيث حمل فارتر حبا عميقا لشارلوت، ورغم حب الفتاة له، إلا أنها قررت البقاء وفية لخطيبها، مما جعل الشاب ينتحر في نهاية الرواية بإطلاق النار على نفسه، وتعد الرواية التراجيدية تجسيد لقصة حب حقيقية عاشها الأديب والفيلسوف يوهان، وعانى بسببها من القلق والاكتئاب طوال حياته.
الغريب والمثير للدهشة أنه منذ صدور الرواية، تزايدت حالات الانتحار بنفس الطريقة التي اتبعها بطل الرواية، مما اضطر العديد من الدول الأوروبية كالنمسا والنرويج والدنمارك، وعددا من المدن الألمانية لحظرها ومنعها من التوزيع والنشر، خشية موجة انتحار جماعي، مما اضطر الفيلسوف عند طباعة النسخة الثانية من الكتاب، لوضع تحذير على الغلاف “كن رجلا ولا تتبع خطواتي”.
حالات الانتحار بسبب الرواية استمرت لبضع عقود قبل أن تخف بالتدريج وكانت النرويج لآخر بلد أوروبي، يرفع الحظر عن “آلام فارتر” سنة 1820.
من هو الفيلسوف يوهان فولفغانغ فون غوتة؟
ولد غوتة في الثامن والعشرين من شهر أغسطس لعام 1749 م، بمدينة فرانكفورت بـ ألمانيا، وكان ينتمي لعائلة ميسورة الحال، وكان يرجو والد جوتة أن يتبوأ مناصب عليا في الدولة، وبالفعل حقق غوته أمله، حتى تخرج من كلية الحقوق، إلا أن ميوله وعشقه للأدب دفعه لأن يكون فيلسوف وروائي,
اقرأ أيضا: