نبي الله هود يرجع نسبه لسام ابن نوح عليه السلام أرسله الله لـ قوم عاد وهي قبيلة من العرب العاربة قبل سيدنا اسماعيل عليه السلام وكانوا يعيشون بالأحقاف ويقصد بها جبال الرمل العالية وكانت علي أغلب الأقوال ما يعرف حاليا بالربع الخالي الممتد من اليمن وحتي دولة الأمارات حاليا.
كان قوم عاد عبادا للأصنام جاءوا بعد قوم نوح عليه السلام أمدهم الله بثروات ونعيم عظيم وجنات وعيون ووصفهم الله بانهم كانوا أصحاب حضارة لم يخلق مثلها في أي مكان كما زادهم الله بسطة في الجسم حيث كانوا عماليق وفي ذلك قال تعالي (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍإ ِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد ِالَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) وجاءت بعض التفاسير لكلمة العماد أي أنهم كانوا طوال القامه وجاء تفسير أخر يقول أنه البنيان ذوالأعمدة.
كان قوم عاد عتاه جبارين ذوي قوة يبطشون بكل من يعارضهم نصحهم نبي الله هود بأن يتراجعواعن أفعالهم وعبادتهم للأصنام وأنهم لو اتبعوا الله رب العلمين سيزيدهم الله من قوتهم وتمكينهم في الأرض ولكنهم قابلوا تلك النصيحة بالاستهزاء والسخرية وأنهم أولي قوة وبأس لن يقدر عليهم أحد قال تعالي فيهم:
( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ * أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَة فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
أزداد تكذيب قوم عاد لنبي الله هود وتعاليهم عليه واتهمامهم له بالكذب والسفاهة والجنون وأنه أصيب بالهذيان بعد أن سب ألهتهم فعاقبته الألهة علي ذلك ومع هذا كان ينصحهم وينذرهم بأن عقاب الله الشديد قد أقترب فأمسك الله عليهم المطر حتي أنهم في يوم رأوا سحبا ورياح فحسبوها نذير غيث ومطر فاستبشروا بها قال تعالي ( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ).
حينها أدرك هودا أن العقاب قادم وفي طريقه أليهم فأوحي له الله أن يتركهم ويبتعد عن الأرض التي سيقع عليها العذاب فبعث الله جندا من جنوده سخرها عليهم كانت ريحا عاتية شديدة لا تبقي ولا تذر باردة لا مطر فيها ذات صوت عال مخيف استمرت سبع ليال وثمانية أيام مشؤومة تأتيهم متتابعة كل يوم وليلة وقيل في التفسير أن قوم عاد كانت الرياح تصرعهم فيبقوا واقفين في أماكنهم كأنهم مثل النخيل الخرب قال تعالي ( وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ ).
اقرأ أيضاً..