تصوير- سماح عثمان
يا ليل إسكندرية .. لملمنا والنبي، من بحري للازاريطة .. يا عصافرة قربي، يا حاضره ع الخريطة،دي الحلقه مكسبي، والمرسي أبو العباس، مشتاق لعيونك، درويش من كوم الدكة .. والفن مذهبي ، سيدي بشر يا أحلى سكة، كيلوباترا ملعبي، تغزل فيها الشعراء وخرج منها الفناين والمبدعين وعلى شطها ظهرت أجمل الأغنيات، لم يفوت مطرب أو رسام شط الأسكندرية ورماله إلا وكانت حاضرة في أعماله، بدءا من رمالها وبحرها حتى شوارعها وترامها وأهلها، “أوان مصر” كانت في رحلة سريعة بالترام التاريخي الذي مر عليه أكثر من مائة عام والذي صنف أقدم وسيلة نقل في أفريقيا .
ترام الأسكندرية أو ترمواي الأسكندرية هي أول وسيلة نقل جماعية في مصر وأفريقيا، وأكثرها شعبية، حيث بدأ تشغيل ترام الأسكندرية في العام 1860، وبهذا يعتبر ترام الأسكندرية أقدم ترام في أفريقيا، وكان الترام منذ بداية عمله، بالبخار، ثم تم تحويله ليعمل بالكهرباء عام 1904.
الأصفر للمناطق الشعبية العتيقة والأزرق للمناطق الراقية
وعبر تاريخه الطويل، ظل الترام يمثل نزهة ترفيهية لسكان المدينة وللسياح، فالرحلة عبر الترام ذي العربات الصفراء، والمكون من عربتين تأخذك في قلب المناطق الشعبية بالإسكندرية، ومن أشهر محطاته، محطة قصر رأس التين، وهي مجاورة للقصر الملكي الفخم، ومحطة الرمل، وجامع القائد إبراهيم ومحطة مصر والرصافة والنزهة وناريمان والورديان.
أما الترام ذو العربات الزرقاء فيمنحك جولة في الأحياء الراقية بالمدينة، مثل رشدي وباكوس وصفر وشوتز وزيزنيا وجناكليس، ومعظم هذه الأحياء استمدت أسماءها من أسماء الأجانب البارونات والباشوات، الذين كانوا يقيمون بها.
وتوجد بالترام الأزرق عربة مخصصة للسيدات فقط، وعربة للرجال، وعربة مختلطة،ويتلاقى الترام الأزرق مع الأصفر في محطة الرمل، أحد أهم الميادين الرئيسية في الإسكندرية، وهو المكان الذي انطلقت منه أول رحلات الترام.
جنيه واحد للتذكرة السياحية
ويبدأ ضجيج الترام في تمام الساعة الرابعة فجراً، ليستقله العمال في الذهاب إلى الورش والمصانع، ويستمر في العمل حتى الواحدة بعد منتصف الليل، وسعر التذكرة يبلغ 50 قرشاً للترام الأزرق، و 50 قرشاً للترام الأصفر، وهناك ترام من عربة واحدة ذات درجة سياحية، وتكلفة تذكرتها جنيه واحد، وهي بلا أبواب، ونوافذها عريضة، بحيث يتمكن الراكب من مشاهدة بانوراما للمدينة.
سائقو الترام إيطاليين الجنسية والكمسارية من مالطا
وحتى قيام ثورة يوليو عام 1952، كان سائقو الترام من الإيطاليين، وكان محصلو التذاكر (الكمساري) من المالطيين، وكانت تلحق بالترام عربة لنقل الموتى ذات لون أسود وبدون أبواب أو نوافذ، وكانت تستغل لنقل الموتى من مختلف الديانات على السواء، ويقوم بتشغيله الهيئة العامة لنقل الركاب بالأسكندرية.
الترام يغطي 40 % من حركة النقل
ووضعت وزارة النقل جدولا زمنيا للانتهاء من تطوير مرفق الترام الذى يغطى حسب بيانات هيئة النقل العام قرابة %40 من حركة النقل الداخلى بالإسكندرية مع خط قطار أبو قير.
وأرست الهيئة القومية للأنفاق أعمال الاستشارات لإعادة تأهيل ترام الرمل، خلال الأيام الأخيرة على مكتب «سيسترا» و«إيجيس ريك» الفرنسيين بالتحالف مع مكاتب «إس للاستشارات الهندسية»، و«محرم باخوم»، و«بروجيكس» المحلية، والذى بدأ على أرض الواقع ومن المقرر الانتهاء من أعمالها خلال العام الجاري، ليتم بعدها طرح المشروع على الشركات المنفذة.
ويقوم التحالف الفائز بأعمال التصميمات والإشراف على التنفيذ مقابل 409 ملايين جنيه، وذلك بعد منافسة مع مكتب فرنسى آخر ومكتب أسباني، فى مطلع مارس الماضى.
363 مليون يورو تكلفة تطوير محطة الرمل
وحسب الاتفاق مع الوكالة الفرنسية للتنمية فان مشروع تطوير ترام الرمل تصل تكلفته إلى 363 مليون يورو، وذلك بعد الانتهاء من دراسة تم الإشراف عليها من قبل وزارة النقل، وبتمويل من الوكالة بتكلفة 500 ألف يورو.
ومن المقرر أن تزيد سرعة ترام الرمل إلى 21 كيلو/ ساعة بدلا من 12 فقط، فضلاً عن تقليل زمن التقاطر وقت الذروة من 20 دقيقة إلى 3 دقائق، بطاقة نقل تصل إلى أكثر من 450 ألف راكب يومياً بمقدار ثلاثة أضعاف طاقة الترام الحالية والتى تصل 150 أو 200 ألف راكب يومياً.
65 مليون راكب سنويا يستخدمون الترام
ويستقل الترام في الإسكندرية سنوياً ما يقرب من 65 مليون راكب، حسب إحصاء لهيئة النقل العام في مدينة الثغر، حيث تحتل شبكة الترام بالإسكندرية الترتيب الثالث على مستوى العالم، بين الدول التي تستخدم العربات ذات الطابقين، بعد ليفربول وهونغ كونغ، ويتميز ترام الإسكندرية برخص سعره مقارنة بوسائل المواصلات الأخرى.