كتبت : سماح عثمان
حدائق الشيطان أو ألغام العلمين، ذلك الكابوس الجاثم فوق أرض مصر منذ أكثر من 60 عاما” لا ندرى كيف نتخلص منه، ما يقرب من 22 مليون لغم تمثل 20% من مجموع الألغام المتبقية من الحروب فى العالم وذلك بعد نجاح القوات المسلحة المصرية منذ عام 1995 فى إزالة ما يقرب من 1.200 مليون لغم، آلاف الضحايا، ميزانيات طائلة وجهود جبارة تبذلها مصر لكننا لم نستطع ان نزحزح رقم الإثنين وعشرين مليون لغم عن مكانه الإ قليلا.
خرائط مفقودة ، وألغام زادت حساسيتها للتفجير وتحولت الى ألغام متحركة أو مكشوفة أو مطمورة أو صدئة بفعل السيول وتيارات الهواء وحركة الكثبان الرملية مع مرور الزمن تنتشر فى الساحل الشمالى وتبلغ هذه المساحة 50% من مساحة الصحراء الغربية وحوالى ربع مساحة مصر،ويقدر الصالح منها للزراعة بنحو مليون فدان تصلح لزراعة القمح أغلبها على مياه الأمطار.
وإذا فرضنا أن عدد ما يمكن إزالته من ألغام بالطرق التقليدية يصل إلى 1000 لغم فى اليوم الواحد لإحتجنا إلى 60 عاما حتى نتمكن من تطهير الصحراء الغربية بالكامل، ورغم كل ذلك خرج مايكل صبحى علينا بجهاز يمكنه التخلص من هذه الحدائق الشيطانية فى أقل من 6 أشهر هتعالوا نعرف منه كيف سيحدث ذلك ؟
وقال صبحي لـ“أوان مصر” أنه لا يحدث انفجار أثناء تفكيك الألغام، وحتى وإن حدث إنفجار فلم يأثر على الروبوت ولا على العنصر البشرى حيث يكون الروبوت بعيدا عن اللغم فهو يغير زاوية ميل الأشعة ثم يشق التربة ويقطع كل ما يجده أمامه من صخور ومعادن إلى أن يصل للغم ويجعله عديم الفائدة فبمجرد جهاز واحد يتخلص من منطقة كاملة
روبوت ينظف التربة ويقطع الصخور حتى يصل للغم
وأضاف صبحي، أن الإختراع عبارة عن روبوت يمكن التحكم فيه عن بُعد يستخدم به سورس ليزر يعمل على حرث الأرض ويخترقها ويقطع الألغام ، من أهم مميزاته أنه تبحث على اللغم ويحدد مكان بإستخدام أشعة الليزر ثم يقوم بحرث الأرض، ويقوم الجهازبتغيير زاوية ميل الأشعة ثم يقطع فى التربة إلى أن يصل للغم أويقوم بتنظيف التربة عن طريق تقطيع الصخور والمعادن تحت الأرض، وهى وسيلة آمنة على العنصر البشرى لا يوجد بها وسائل كشف المعادن وهى وسيلة سريعة أيضا مجرد أننا نميل زاوية ميل الأشعة فتنظف المنطقة من غير أى ضرر على العنصر البشرى من أهم مميزاته أيضا أننا نستخدم جهازواحد لتنظيف منطقة كبيرة، فيمكنه تنظيف مساحة 50 أو60 متر فى ساعتين أو ثلاث ساعات وذلك حسب قوة الليزر المستخدم وهو يمتازعن باقى الطرق التقليدية كجهازكشف المعادن الذى يستخدم عن طريق العنصر البشرى فيقوم بإزالته أو تفجيره ومن ضمن الأفكار التقليدية التعرف على الألغام من خلال النبات وهذا يحتاج لوقت طويل حتى يتغير لون النبات الذى يدل على وجود ألغام فى المنطقة .
القضاء على الألغام بمليون جنيه فقط
وعن تكلفة الاختراع يقول صبحي،عرضت الفكرة على دكتور فى كلية العلوم فقال لى أنها لا تزيد عن مليون جنيه فإذا قارناها بتكلفة إزالة الألغام فى مصر حسب الإحصائيات 250 مليون دولار فلا يوجد وجه مقارنة بين 250مليون دولار ومليون جنيه .
مصر تفقد أجود أراضيها وتخسر مئات المليارات
وعن الدافع للتفكير في هذا الإختراع فقال، قرأت كتيرا عن مشكلة الألغام وكنت أتعجب من أن عقول شباب مصر لم تستطع التغلب على هذه المشكلة فالموضوع نابع من حس وطنى لعمل تصميم أتخلص به من الألغام ،فهذا جعلنى أفكر أكثر من مرة فى الجهاز وأعدل عليه مرات إلى أن أصل لهذا التصميم فمصر تخسر أجود أراضيها وتخسر مئات المليارات من الإستثمارات في هذه الأراضى ومجال السياحة والتعدين وفمجال التنمية السكانية وفى الزراعة أيضا فمع الوقت توصلت إلى هذا التصميم .
ملايين الألغام معروف أماكنهم
فهناك ملايين الألغام فى مصر معظمها محددة ومعروفة ومحاطة بأسوار وهى موجود فى الصحراء خاصة منطقة العلمين وأكثر المتضررين منها هم البدو، لكن القوات المسلحة تخلصت من جزء منها بالمعدات التى تمتلكها وهى أجهزة مكلفة جدا لأنها مستوردة وأعتقد أنه لا يصلح إستخدام أجهزة تقدر بالملايين لإزالة الألغام بدلا من إستخدمها وقت الحرب .
فالاختراع يستطيع أن يقضي على الألغام في غضون 3:2 أشهر على أقصى تقدير فالجهازيعمل 20 ساعة فى اليوم وهذا يكفى للتخلص من عشرات الكيلو مترات
وعن صلاحية الأرض للزراعة بعد إزالة الألغام، فقال أن مناطق الألغام هى أجود الأراضى تصلح للزراعة ومنها ما يصلح للتعدين أو إقامة مصانع أوتجمعات سكانية أومناطق سياحية .
ويختتم “صبحي” حديثه أن ميوله الهندسية رغم كونه طبيب، أن لديه الروح الإبتكارية عندما يرى المشكلة ويدركها يبحث عن الحل فربنا يعطى الإنسان إمكانيات كثيرة هناك من ينميها ويطورها وهناك من تسرقه الحياه فى مجال تخصصه فيطغى على هواياته وميوله .