جاد، متجهم، مُخيف، لا يضحك.. هكذا يتصور الكثيرون شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي يوافق اليوم، 15 يناير، ذكرى ميلاده، في عام 1918.
كان عبد الناصر شخصية جادة بالفعل، يعمل كثيرا، ولا يعرف الملذات أو الرفاهية، لكنه لم يكن جامدا تماما، بل كانت له لحظات يضحك فيها من قلبه.
ومع ذلك، قد لا نتخيل أن عبد الناصر بكل الوقار الذي كان يتمتع به، وخصوصا في المحافل الدولية، يلقي نكتة على واحد من أبرز زعماء العالم.
القصة رواها الكاتب طايع الديب، في كتابه “جمهورية الضحك الأولى.. سيرة التنكيت السياسي في مصر”، كاشفا عن الروح المرحة في شخصية الزعيم.
ففي عام 1955، انعقد مؤتمر باندونج الشهير لدول آسيا وإفريقيا، والذي أقر فيما بعد سياسة عدم الانحياز التي تزعمها “ناصر”، وفي هذا المؤتمر حضر عدد من ألمع قادة دول العالم الثالث، وعلى رأسهم جواهر لال نهرو، رئيس وزراء الهند، وشوين لاي، رئيس وزراء الصين، وجوزيف تيتو، رئيس يوغسلافيا.
في واحدة من المناقشات الجانبية، كان عبد الناصر يحاول إقناع شوين لاي، رئيس وزراء الصين، بالاعتماد على القطن المصري، وزيادة كمية المستورد منه، دعما للاقتصاد المصري في تلك المرحلة من عمر ثورة يوليو.
كان عبد الناصر يدرك القوة الهائلة لتعداد سكان الهند، الذي يبلغ حاليا مليار ومئات الملايين من السكان، فحاول أن يأخذ وعدا من زعيم الصين، فما كان منه إلا أن ألقى نُكتة أو “إفيه” بطريقة ذكية وموفقة.
قال عبد الناصر لـ شوين لاي لإقناعه باستيراد القطن من مصر: “لو فخامتكم طلبتم من الشعب الصيني يطوِّل هدومه 5 سنتي بس.. هتشتروا المحصول لمدة 30 سنة جايّه”، وكعادته انفجر في ضحك متواصل هو ومن حوله.
وُلد جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918، بالإسكندرية لأسرة تعود أصولها لقرية بني مر بصعيد مصر، وتلقى تعليمه في محافظات مختلفة، منها الإسكندرية والبحيرة والقاهرة، ثم التحق بكلية الحقوق لموسم دراسي واحد، قبل أن يلتحق بالكلية الحربية دفعة 1936، ليشكل تنظيم الضباط الأحرار ويقوم بثورة 23 يوليو عام 1952 على الملكية.
اقرأ أيضا:
بسبب «120 جنيه».. رسالة خاصة من الزعيم عبد الناصر إلى فريد الأطرش