تكثر الأمثال الشعبية على ألسنة الشعب المصري ويُضرب بها في العديد من المواقف الحياتية المختلفة، وبعضها قديم قدم الوجود الإنساني، ويتساءل الأغلب عن أصولها وعن المواقف التي قيلت فيها، ولكل مثل أصل وحكاية تسببت في بقاؤه إلى يومنا الحالي، ومن أشهر الأمثال الشعبية التي لا يزال الناس يستخدمونها إلى الآن مثل ” بعد خراب مالطا”، ويطلق على محاولات الإصلاح التي لافائدة منها.
أصل مثل “بعد خراب مالطا”
قال مؤرخون عندما تم الفتح الإسلامي لجزيرة مالطا عام ٩٠٢ لم يجبروا أحدا على الدخول في الدين الإسلامي، فكان يرفع بها الأذان ولا يستجيب أحد للصلاة لديانتهم بالمسيحية، فأصبح هذا المثل يطلق على كل من يتكلم مثلاً ولا نعيره اهتماما، أو تكون محاولاتنا للإصلاح لا فائدة منها أو أن الإصلاح جاء متأخرا.
رواية أخرى
قال بعض المؤرخون إن أصلها جاء عندما أحتل نابليون بونابرت وجيشه الفرنسي جزيرة مالطا عام ١٧٩٨ م ، لمدة عامين هدم فيها كل مبنى وقصر كان أو كنيسة ، وسرقوها واستولوا على كل شيء بها وهرب أهلها إلى جزيرة صقلية، ومع تحرير الإنجليز لها عام ١٨٠٠ م ، بقيادة السير إلكسندريال ، عاد أهلها إليها ” بعد الخراب “.
ومع تكرار الأحداث مرة أخرى عندما قامت الحرب العالمية الثانية وكانت تحت الاحتلال الإنجليزي ، ألقت ألمانيا وإيطاليا خصوم إنجلترا ، القنابل على الجزيرة حتى خربتها وهرب أهلها مرة أخرى ، وعادوا بعد نهاية الحرب ولكن كالعادة ” بعد خراب مالطا”.