في زقاق بسيط وعلى كلمة يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم يقف رجل سبعينى أمام وعاء من الزيت والفول، وخلطته السرية للفلافل تستنشقها على أميال، والمارة في الشارع يلقون التحية عليه بصباح الخير يا طيب، و « صباح الفل يا خال» ، نشر حالة من المحبة والسلام بمطعمه الصغير ، ينتظر إخوته المسيحين كل صباح ليعد لهم إفطارهم في شهر رمضان المبارك.
“عم حريصة مسلم شكره الأقباط ولقبوه بأخونا الطيب، مسنًا يعيش في كفر الدوار بمحافظة البحيرة، وصاحب أشهر مطعم فول وفلافل بمنطقة بولس، يعيش في منطقة أغلبية سكانها أقباط لم يشعروا يوما بفرق الأديان بسبب محبته ومعاملته الطيبة ومطعمه المفتوح يوميًا ليعد لهم الطعام في الصيام.
قصة مسلم أصبح عشق للأقباط
والتقى موقع «أوان مصر» مع محمود سلامة على الشافعي والشهير بـ “عم حريصة” صاحب الـ 70 عامًا الذي أثار وبعث بحالة حب من الأقباط على وسائل التواصل الإجتماعي، بعدما نشروا شكر له ورسالات محبة بصورتة ردًا للجميل ولمحبته لهم.
وعيناه مليئة بمشاعر من السعادة، بدأ “عم حريصة” حديثه قائلًا: المسيحين إخواتي وعشرة عمرى بناكل ونشرب في طبق واحد لا عمرنا حسينا ولا عاملنا بعض بأنا مسلم وأنت مسيحي، دمنا واحد وربنا واحد ووطنا واحد.
رحلة حياة “عم حريصة” رمز التضحية حتي الـ 70 عامًا
وبدأ قائلا “اساس عائلتي بمحافظة الغربية ولكني ولدت بكفر الدوار بالبحيرة وأنا أكبر إخواتي “3 بنات و 2 ولاد” ومن أسرة بسيطة عيشتنا كانت على قد الإيد، وأنا عندى 11 سنة طلعت اشتغلت في محل حلويات علشان أساعد في مصروف البيت، ثم توفى والدى وأصبحت المسؤول عن إخواتي في رقبتي واشتغلت لحد ما ربيتهم وجوزتهم، رغم إنى الكبير ولكن جوزتهم قبلى عشان أرضى ضميري ومحسش إني قصرت في حقهم،.
وقال : “سموني حريصة علشان كان اخويا إسمه محروس وبيشتغل معايا في مطعم والأطفال كانوا بيتلغبطوا في اسمه فكانوا ينادوا عليا بعم حريصة ومن يومها وأنا لقبي وشهرتي بقى “حريصة”.
“عم حريصة” بطل من أبطال حرب أكتوبر والإستنزاف .. وأيقونة حب الأقباط
وأكمل ” الحاج محمود” دخلت الجيش وشاركت في حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، ثم بعد ذلك تزوجت وفتحت مطعم فول وفلافل من حوالي 50 سنه وورثتها لولادى وأصبح المطعم باب رزقنا، طورت في عمل الفلافل حتي أصبح طعم فلافل حريصة وريحتها مفيش زيها ودي سر الصنعة.
مطعم “حريصة الوحيد المفتوح في شهر رمضان مع صيام المسيحين
وتابع “حريصة” عمري كله عايش مع إخواتي المسيحين في نفس الشارع ومن عاداتي أحضر لهم أكلهم للفطار وهما صايمين، بنحب بعض وبنخاف على بعض والكل يشهد لا عمرنا حسينا بفرق بل بالعكس كل أعيادنا ومناسبتنا بنتشارك فيها عايشين بالحب والسلام والمودة وهنفضل طول عمرنا اخوات وهفضل طول ما أنا عايش أعملهم أكل الصيام.
مسيحين منطقة بولس يعبروا عن مدي حبهم ” لعم حريصة”
“صباح الخير يا عم حريصة يا طيب يا مفطرنا وفاكر فينا في الصيام ” هكذا قال فتحي غبريال عن “حريصة”، وتابع بعده نجيب عوض عشرتي مع عمي محمود بقالها 50 سنه أحلى وأطعم فلافل أكلتها في حياتي وأنا مش بجامل يكفي أنه بيقف من الصبح بدرى يعملنا فطارنا في الصيام.
علاقته بجيرانه الاقباط
” مش بنادية إلا يا خالي وهو يقولي تعالي يا أبن أختي ” احد جيرانه الأقباط : عم حريصة معندوش أي تعصب ديني وطول عمره عنده محبة وبشوش، ولاده زيه نفس طبعه الحلو والسماحة ولو حد مش معاه فلوس يديه برضه ويفطره ربنا يباركله وطول عمره بيحب الخير والوحيد اللي فاتح مطعمه لينا في صيامنا نطلع من الكنيسة عليه علطول ناخد فطارنا من عنده.
موضوعات متعلقة