يثير الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تساؤلات حول مدى شرعية ذلك ما بين يجوز الاحتفال أم بدعة ضلالة.
وأكدت دار الافتاء المصري حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف انه قد ورد في السنن دليل على جواز احتفال الصحابة رضي الله عنهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع إقراره لذلك وإِذْنه فيه؛ ولو كان ذلك بدعة ضلالةٍ ما أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه أن جارية أتت النبي فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ صلى الله عليه وآله وسلم بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا» أخرجه الترمذي.
وتقول دار الافتاء ان الاحتفالُ بِمولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» متفق عليه.
يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ﴾ وهو دليل يفيد سنيَّة واستحباب تذكر الأيام العظيمة القدر في حياة المسلمين خاصة، ولا شك أن يوم مولد سيد الخلق هو أحق تلك الأيام وأَولاها بالتذكر والاحتفال والاهتمام.
وقالت دار الافتاء المصرية إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف – بِشتَّى أنواع القربات- سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقد رُوِيَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الإثْنَيْنِ؟ قَالَ: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ…» أخرجه مسلم، كما كان يصومُ يومَ عاشوراء ويأمر بصيامه؛ شكرًا لله تعالى وفرحًا واحتفالًا بِنجاةِ سيدنا موسى عليه السلام.
وأضافت دار الافتاء إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يعني إظهار الفرح في هذا اليوم، بجمع الناس على الذكر، وقراءة السيرة العطرة خاصة قصة المولد النبوي الشريف، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام، والصيام، والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهذا كله مشروع، مطلوب لدخوله تحت عموم قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}