كشفت دراسة جديدة أن سوق العمل غير المستقر قد يشكل مستقبلًا أكثر فقرًا للصحة العقلية للشباب العاملين، وبالتالي، يجب أن تعالج سياسات الصحة العامة المستقبلية هذه المشكلة من أجل منع التغيب طويل الأمد عن العمل.
تشير نتائج الدراسة الجديدة التي أجراها باحثو “مركز الأبحاث في الصحة المهنية” في أسبانيا، إلى أن الحياة المهنية غير المستقرة للشباب ترتبط بصحة عقلية أسوأ في المستقبل.
وقالت الدكتورة أمايا لوبيز، الأستاذ فى المركز البحثى إنه منذ التسعينيات، كانت إسبانيا من بين الدول الأوروبية ذات معدلات التوظيف المنخفضة، والتي تتزايد فيها فئة الشباب النشطين.
علاوة على ذلك، في عام 2017، كان لدى إسبانيا أعلى نسبة من العقود المؤقتة وواحدة من أعلى معدلات عدم الإستقرار.
وتشير الدراسات السابقة إلى أن البطالة والتوظيف المؤقت وانعدام الأمن الوظيفي كلها عوامل إرتبطت بارتفاع معدل الإصابة بالإضطرابات النفسية بين الشباب بصفة خاصة.
المركزي للإحصاء: انخفاض طفيف بمعدل البطالة ليسجل 7.2٪ خلال 2020
وسعت الدراسة الحالية، التي نشرت نتائجها فى عدد مارس من مجلة “BMJ Open” الطبية، إلى تقييم العلاقة بين مختلف المسارات الممكنة في بداية الحياة العملية مع التغيب المستقبلي بسبب الاضطرابات النفسية في عينة من العاملين بأجر.
وقد اعتمدت الدراسة الحالية على موظفين تتراوح أعمارهم تراوحت أعمارهم ما بين 18 و 28 عامًا ، من سكان إقليم “كاتالونيا”، الذين انقطعوا لمرة واحدة على الأقل من العمل نتيجة معاناتهم من إضطرابات نفسية، وذلك فى الفترة بين عامى 2012 و2014.
ولاحظ الباحثون أن الأشخاص، الذين يتمتعون بحياة عمل أكثر استقرارًا، يميلون لأن يصبحوا الأقل عرضة للوقوع فريسة للإضطرابات النفسية، مقارنة بالاشخاص الذين يعانون من حالة عدم استقرار فى العمل.
ويمكن ملاحظة انعدام الأمن الوظيفي بين الشباب في معدلات البطالة المؤقتة والبطالة، التي زادت أيضًا بشكل كبير مع انتشار جائحة فيروس “كورونا” المستجد.