قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة إن الحياة قائمة على الامتحان والابتلاء حيث يقول سبحانه: “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ”، مشيرًا إلى أن هناك دروسًا مستفادة من الابتلاء، وأن أهم مصاب في تاريخ الإسلام كان مصاب الصحابة في وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
جاء ذلك في الاحتفال بمناسبة ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة، بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها بالقاهرة، مساء السبت، والذي بدأ بأداء صلاة الغائب صلاة الغائب على شهداء حادث قطار الصعيد.
حضر الاحتفال كل من: خالد عبد العال محافظ القاهرة، والدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، والدكتور أسامة العبد وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور محمد محمود أبو هاشم أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، والشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني، والدكتور نوح العيسوي رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، ولفيف من القيادات الدينية والتنفيذية، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.
الأوقاف: صرف 10 آلاف جنيه لأسر المتوفين بـ حادث قطاري سوهاج
وأشار وزير الأوقاف – في كلمته – إلى ما قاله أبو بكر الصديق (رضى الله عنه) عندما مات الرسول (صلى الله عليه وسلم) : ألا مَنْ كان يعبد محمدًا (صلى الله عليه وسلم) فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، وتلا قول الله تعالى : “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ” ، وعندما كسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : “إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا، وَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا” .
وأكد وزير الأوقاف ضرورة العمل والاجتهاد ورعاية أسر الشهداء والمصابين وأن تكون لنا نقلة في الحياة لتستمر الحياة بالأحياء ، وهذه سنة الله في الكون ، ثم إن تحول القبلة نفسه هو امتحان وابتلاء بنص القرآن الكريم قال تعالى : “سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ” ، وهنا علينا أن نحذر السفهاء والمرجفين وأن لا نسير خلف الأكاذيب ، قال تعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.
نقل الحاجة «سمرة» إحدى مصابي حادث القطارين لدار المسنين بسوهاج (صور)
وواصل: ويقول تعالى في شأن المرجفين : “لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ” وقال تعالى : “لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا” ، يقول العلماء إن هذا خبر بمعنى الطلب ، من يقصدون الإرجاف وإسقاط الدول ومن يبثون الشائعات والأكاذيب قصد إفشال الدول أو إسقاطها هؤلاء هم المرجفون.
وأكمل الوير: ثم يقول سبحانه ” وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ” ، كان من الممكن أن يصلي الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى الكعبة ابتداء ، ولكن هو امتحان واصطفاء من الله سبحانه ، هناك من سأل الرسول (صلى الله عليه وسلم) هناك من صلى معك على بيت المقدس ومات قبل تحويل القبلة ، فأنزل الله سبحانه : ” وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ” فالعبرة بالاستجابة إلى أمر الله ، أن يجدك حيث أمرك وأن لا يجدك حيث نهاك.
وزيرة الصحة ترد على شائعة وفاة 490 راكبًا في حادث قطاري سوهاج (فيديو)
وأوضح وزير الأوقاف أن أمتنا هي أمة الشهادة يقول الله سبحانه: ” فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا” ، فأمتنا ستشهد على الأمم والرسول (صلى الله عليه وسلم) علينا سيشهد ، والأرض التي نحن عليها ستشهد وكل بقعة عبدت الله فيها ستشهد إما لك أو عليك ، يقول تعالى : “يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا” فكل بقعة ستقول عصى فلان هنا وتعبد فلان هنا ، وحتى الأعضاء ، قال سبحانه : “يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ” بل أبعد من ذلك ، حيث يقول سبحانه : “الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” فلا مجال للكذب ولا للمغالطة.
وتابع: ويقول سبحانه : “وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” لماذا لم يقل الحق سبحانه وقالوا لأسماعهم أو لأيديهم أو لأرجلهم ، لأن الجلد هو مناط الإحساس وهي أول ما يكوى بالنار ، وقال سبحانه : “وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا” ، شاهد ومشهود ، أنت ستشهد على الأمم والنبي سيشهد ، والأرض ستشهد ، والعين ستشهد ، والأذن ستشهد ، فعلى كل منا أن يعمل لهذا اليوم ، وإذا كنا اليوم نصلي صلاة الغائب على بعض شهداء الوطن ، فسيصلى علينا يومًا ما ، والسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه.
«شهامة وجدعنة».. وزيرة الصحة: الصعايدة نقلوا 64 من ضحايا حادث قطاري سوهاج للمستشفى