كتبت – سماح عثمان
هل ترغب بــ الهجرة إلى كندا؟ إعلان كثيرًا منا طالعه علي جانبي البريد الاليكتروني أثناء مطالعتنا الرسائل الواردة إلينا وهو نفس الاعلان الذي انتشر علي مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ورغم أن الكثير لا يتوقف عند هذا الاعلان كثيرًا بدعوي أن الحظ لن يحالفنا علي الإطلاق فهناك أيضًا الكثير ممن يرغب في المغامرة ودخول منافسات وتصفيات على أمل الفوز بتأشيرة “شينغن” تسمح له بالهجرة إلى واحدة من دول الاتحاد الأوروبي، وبين هذا الفريق وذاك، هناك فريق ثالث يسعي سعيًا وراء الهجرة إلى كندا للحصول علي فرصة أفضل للعيش ومن هنا ظهرت عصابات النصب علي المواطنين باسم تسهيل الهجرة إلى كندا مدعين قدرتهم علي تذليل كافة العقبات، رغم أنه من شروط الهجرة إلى الخارج هو وجود حسابات بنكية لمن يرغب بالهجرة إلى الخارج مع وجود أسباب كالتعليم أو العلاج او لأسباب تتعلق بالاضطهاد الديني أو العرقي أو التمييز العنصري.
وفي هذا السياق، رصدنا تفاصيل عمليات النصب الذي يتم بعضها “أون لاين” عن طريق منتديات تستخدم في الإيقاع بالضحايا، وكانت البداية التي قادتنا لتلك المعلومات مع واحدة من ضحايا النصب باسم الهجرة إلى كندا وهو موظف بواحدة من شركات القطاع العام.
المهندس سامي صقر، يروي تجربته مع عصابات النصب باسم الهجرة إلى كندا قائلاً، كنت بالسنة الأخيرة من دراستي الجامعية نهاية عام 2009 وكانت غرف الدردشة ببرنامج ياهو ميل مزدحمة بتلك الاعلانات قبل أن يستحوذ “الفيس بوك” علي الساحة فيما بعد، وتعرفت من خلال غرف الدردشة علي بعض الأشخاص الذين أعلنوا عن امتلاكهم لشركة بكندا تسهل عملية الهجرة لمن يبحث عن استكمال دراسته والعمل في نفس الوقت حيث يسمح القانون الكندي بالجمع بين الدراسة والعمل، ولم أتردد للحظة وتواصلت مع صاحب الإعلان واتفقنا على دفع 5 آلاف دولار وكان وقتها الدولار لا يتجاوز الأربعة جنيهات ونصف، وأمام الاغراءات التي قدمها المعلن وافقت ودفعت نصف المبلغ علي أن اسدد الباقي بعد الانتهاء من اجراءات السفر.
وتابع صقر، لأسابيع وشهور أتواصل مع الأرقام التي كنت أتواصل معها وكانت الهواتف مغلقة جميعها، فتأكدت أنني تعرضت لعملية نصب وقمت بتحرير محضر ولجأت لجهاز معلومات وزارة الداخلية ولم نتوصل لشيء، وعلي مدار اللقاءات التي جمعتني بالمسئولين عن هجرتي إلى كندا لم اشك بهم للحظة حيث كانت اللقاءات تتم بكبري فنادق كورنيش النيل.
20% من السوريين المقيمين بمصر تعرضوا للنصب
ضحية أخرى لعمليات الهجرة إلى كندا، وهذه المرة من اللاجئين السوريين ممن اتخذوا القاهرة محطة للهجرة إلى أوروبا، وقد تبين لنا من روايته أن 20% من السوريين المقيمون بمصر يتعرضون لعمليات نصب من سماسرة سوريين قدموا لهم وعود زائفة بشأن امكانية الهجرة إلى كندا.
أبوعدنان الشامي، رب أسرة مكونة من زوجة وثلاث بنات وولدين، قاده حظة العسر لواحدة من الاعلانات المنتشرة علي مواقع التواصل الاجتماعي استهدف المجموعات السورية المقيمة بمصر حيث نجح صاحب الإعلان في إقناع ضحاياه بوجود اتفاقية أبرمها مع الحكومة الكندية تسمح باستقبال المهاجرين إلى كندا والحصول علي الإقامة والرعاية الكاملة للأبناء من تعليم وصحة، وهو ما دفع “أبوعدنان” إلى التواصل ولم يكن يعلم أنه سيدفع كل ما يمتلكه من أموال في عملية نصب محكمة.
ويروي تفاصيل الواقعة، قائلاً ، لم أتردد في دفع 3 آلاف دولار تدفع علي قسطين، الأول قبل السفر والثاني بعد دخول الأراضي الكندية، ولأن صاحب العرض سوري ويشعر بمعاناة ابناء شعبه لم اظن للحظة أنها عملية نصب وخداع، وأمام الفرص الخيالية التي يعرضها علي ذلك الشخص وافقت لتوفير مناخ افضل لأبنائي، ولم أكن لوحدي فهناك 7 حالات مماثلة دفعوا 1500 دولار إلى جانب أموال إضافية لإنهاء بعض الأوراق، وللأسف اكتشفنا انها عملية نصب بعد اختفاء الشخص وإغلاقه جميع هواتفه وتغيير محل سكنه، وبعد فترة عاد للظهور وأرجع لكل فرد 500 دولار وأخبرنا أن المبلغ المتبقي وهو الـ 1000 دولار تم انفاقه على أوراقنا والتي تم رفضها لأسباب أمنية.
خبير أمني: الحكومة الكندية لاتستقبل تحويلات بنكية
صرح اللواء مصطفي المنشاوي الخبير الأمني أن انتشرت عمليات النصب على الشباب الراغبين في الهجرة عبر الأنترنت.
وقال المنشاوي في تصريح لـ”أوان مصر“، أن اصطياد الضحايا يتم عبر ثلاث منصات، إما عن طريق الايميلات الاليكترونية أو الفيس بوك أو المكالمات الهاتفية، وفي كل حالة من الحالات الثلاثة يتم الحصول علي بياناتك الشخصية من خلال استمارة اليكترونية يتم طرحها عن طريق اعلانات جوجل وتستخدم فيما بعد إما لانتحال صفة أو تكوين قاعدة بيانات لصالح أجهزة مخابرات أجنبية، أو سرقة الأموال من الحسابات البنكية وكذلك سرقة البيانات الموجودة علي جهاز الكمبيوتر الخاص بمن يطلب الهجرة عبر الانترنت.
وتابع المنشاوي، حتى تستطيع أن تكتشف عملية النصب قبل الوقوع في براثن النصابين، يجب أن تعرف بأن الحكومة الكندية لا تفوض موظفين للإتفاق مع المهاجرين إليها، كما أنها لا تطلب أية تحويلات بنكية.