كتبت_سماح عثمان
جهزت سمية ذات العشرين عاما فستان زفافها واستعدت لحياتها الجديدة حالمة بالرومانسية وتلبية احتياجاتها، ولكنها صدمت بالواقع المؤلم إذ تعرضت للإهانة بعد مرور شهر من زواجها، ولكن الأمر تطور للضرب باليد وكانت سمية تتحمل من أجل استمرار الحياة واختلاق الأعذار له ، ولكن زوجها أصبح يعتاد الضرب حتى تحول من يده إلى العصا والخرطوم محدثاً لها إصابات في أنحاء جسدها، هذه قصة ليست من وحي الخيال بل أنها متواجدة في 34 % من المنازل حسب إحصائية الجهاز المركزي للمحاسبات.
وفي السطور التالية،” روايات لزوجات تعرضن للعنف في أبشع صورة علي يد أزواجهن أمام أطفالهم مما أثر على سلوك أطفالهم وجعلهم يتبعون أسلوب العنف.
“بسبب ميراثي عن والدي أعيش علي كرسي متحرك”، عبارة لخصت الحالة التي تعيش عليها “فاطمة البسيوني” صاحبة الثمانية والثلاثون عامًا بعد فترة زواج قضتها مع زوجها استمرت لعشرين عامًا، قائلة: بعد وفاة والدي طالبني زوجي بالمطالبة بحقي الشرعي في الميراث وكان عبارة عن شقة بمنزل والدي وبسبب طمع أشقائي رفضوا إعطائي حقي الشرعي ولم يكن بيدي حيلة فعدت لزوجي وأخبرته بما جري، ولم تكن الحياة قبل ذلك اليوم علي ما يرام فهو عامل باليومية في قهوة وتزوجته عن علاقة حب استمرت ثلاث أعوام ولكن البدايات وحدها هي ما تكون جميلة وما بعدها يكون عذاب، واذا بزوجي بعد أن أخبرته بما جري مع أشقائي ينهال علي بالضرب والسباب والشتائم القذرة ولأن الكيل طفح دخلت غرفتي ولكنه استمر وكسر الباب وانهال علي بالضرب وأمسك بقطعة حديد في يده وضربني بها علي ظهري وعلي إثرها فقدت الوعي.
وتابعت البسيوني، استيقظت داخل غرفة مستشفى المطرية العام والآلآم تنهش في ظهري وتم إخطاري بأنه حدث كسر بالفقرة الرابعة وشرخ بالخامسة وعلي إثر ذلك أعيش علي كرسي متحرك نظرًا لعدم قدرتي علي السير بقدمي إلا لقضاء حاجتي، وزوجي يقضي عقوبة بالسجن خمس سنوات وقمت برفع دعوي خلع لأنه لا يمكن العيش معه بعد ذلك الحادث.
معاناة أخرى تعيشها “منال فرج” مع العاهة المستديمة التي تسبب فيها زوجها مدمن المخدرات بعد أن تعرض لها بالضرب وقامت بتشويه وجهها بجرح قطعي، نتيجة الخلاف علي مصروف المنزل، حيث تروي “منال” تفاصيل تلك الليلة، قائلة : زوجي مدمن مخدرات ورغم أنه يعمل كهربائي ويكسب الكثير من مهنته إلا ان أمواله تذهب علي المخدرات ورفاق السوء، وذات يوم طلبت منه مصروف المنزل وأن يراعي الله في أبناءه وزوجته وبعد مشادة كلامية أمسك بسكين المطبخ، ولا اتذكر ماذا حدث بعدها سوى أن النقاب لم يعد يفارق وجهي وأرتديه حيثما ذهبت لأخفي ما فعله به زوجي، وهرب بعدها من المنزل وعلي مدار عامين وأنا ابحث عن حقوقي ولا أعلم شيء عنها.
أستاذ علم اجتماع: خمسة أسباب للعنف الزوجي
بدورها، كشف الدكتور ماهر مصطفي أستاذ علم الاجتماع، أسباب العنف الزوجي المنتشر في مصر وزاد مؤخرًا، قائلاً : هناك خمسة أسباب رئيسية نستطيع من خلالهم تفسير ما جري، وليكن الفقر هو السبب الأول والرئيسي باعتباره لكل المشكلات الاجتماعية، فعدم قدرة الزوج على تدبير مصاريف أسرته يدفعه في كثير من الأحيان إلى الاعتداء على الزوجة، ثانيًا الإعلام، فمعظم البرامج الحوارية (التوك شو) تساعد على نشر العنف وكذلك المسلسلات والأفلام التي أصبح معظمها يتحدث عن المخدرات والبلطجة، ثالثًا الموروثات الثقافية وأبرز أمثلتها العنف ضد الأطفال حيث يسود مفهوم أن تأديب الأبناء لا يتم إلا بالعنف وهذا النوع ينطبق على المنزل والمدرسة، رابعًا انتشار المخدرات، وهو ما يجعل متعاطيها يمارس العنف ضد أسرته من دون وعي، خامسًا انتشار ظاهرة أطفال الشوارع وعمالة الأطفال، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الأسرة المصرية.
وتابع استاذ علم الاجتماع، العنف يكون له مردود سلبي علي الأطفال فغالبيتهم يصبح مجرم أو قاطع طريق فيما بعد إلى جانب الآثار النفسية السيئة التي يتعرضون لها.
34% من المتزوجات تعرضن لعنف أسري
أفاد تقرير جهاز الإحصاء الرسمي الصادر في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في 25 نوفمبر الماضي، وفقاً لـ«نتائج مسح التكلفة الاقتصادية للعنف الاجتماعي ضد المرأة في الفئة العمرية (18-64) »، بأن 34 في المائة من النساء اللاتي سبق لهن الزواج تعرضن لعنف بدني أو جنسي من قبل الأزواج، بجانب تعرض نحو 90 في المائة من السيدات للختان، وزواج أكثر من ربع النساء المصريات (27.4 في المائة) قبل بلوغهن 18 سنة.
وذكر جهاز الإحصاء أيضاً أن نحو 7 في المائة من النساء المصريات تعرضن للتحرش في المواصلات العامة، بجانب تعرض نحو 10 في المائة منهن للتحرش في الشارع، وذلك خلال الـ12 شهراً السابقة للمسح.
اقرأ أيضا: