كتبت – سماح عثمان
في فترة تبادل الفصول المناخية يصاب الكثير بأمراض فيروسية، ويصاب الكثير بالوساوس في ظل انتشار فيروس كورونا فيلجأوا إلى استخدام المضادات الحيوية للعلاج السريع ، ولكن استخدامها له أضرار أكثر من فوائد لذلك حذر المتخصصون من استخدام المضادات الحيوية.
أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، أن العالم يواجه خطرا يتزايد يوميا بسبب الاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية .
وأكد المكتب أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تتسبب مقاومة المضادات الحيوية في 70 ألف وفاة سنويًا على مستوى العالم ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 10 ملايين وفاة بحلول عام 2050، ولهذا يتم تخصيص أسبوع من كل عام لتسليط الضوء على هذا الخطر ولنشر الوعي بظاهرة مقاومة مضادات الميكروبات على الصعيد العالمي والمحلي.
وأشار عمر أبوالعطا مسئول برامج الترصد والاستعداد والاستجابة بمكتب المنظمة، إلى أن الحاجة لتضافر جميع الجهود من أجل منع والتحكم في انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية أصبحت أكثر إلحاحًا من أى وقت مضى في ظل جائحة كوفيد 19، لذلك تدعو منظمة الصحة العالمية إلى استخدام المضادات الحيوية بشكل أكثر حرصًا، حيث إن مقاومة مضادات الميكروبات تحدث عندما تكتسب البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات مقاومة لتأثير الأدوية، مما يجعل من الصعب معالجة الأنواع الشائعة من العدوى ويزيد من مخاطر انتشار الأمراض والاعتلالات الوخيمة والوفاة.
سوء استخدام المضادات الحيوية يبدأ من الطبيب
قال الدكتور ياسر خاطر رئيس التجمع الصيدلي، أن المضادات الحيوية تستخدم وفق قواعد السن والوزن والحالة المرضية ونوع الميكروب المسبب للمرض.
وأضاف خاطر في تصريح لــ”أوان مصر“، ما يحدث خلال الآونة الأخيرة، وعدم اتباع القواعد المعروفة في استخدام المضادات الحيوية أدى إلى ظهور أجيال جديدة من البكتريا لديها مناعة من المضادات الحيوية، الامر الذي يهدد صحه المرضي ويزيد من تكلفه علاجهم .
وأشار، أن هناك ايضاً فترة لاستعمال المضادات الحيوي، والتي يجب ألا تقل عن 5 أيام متواصلة لضمان القضاء نهائيا على الميكروب وعدم السماح له بالتحور وخلق جيل أكثر مقاومة للمضاد، مشيراً إلى أن سوء استخدام المضادات يبدأ من الاطباء انفسهم ، حيث يعتمد اغلبهم على المضادات الحيوية في وصفاتهم الطبية دون داعي أو مبرر كما أنهم يعتمدون على المضادات الحيوية مرتفعة السعر، والتي تمثل اجيال متقدمة من المضادات، ومن ثم كثرة استعمالها في غير اماكنها يسبب مقاومة بكتيرية على المدى البعيد.
وأضاف خاطر، أن هناك وصفات طبية دوائية تخرج من غير المتخصصين في الصيدليات، بالإضافة إلى استعمال المضادات البشرية في الثروة الحيوانية، حيث يستخدم السيفوتاكسيم في تربيه الدواجن والتتراسيكلين بأنواعه والامبيسلين كذلك ، وهذه المضادات تتراكم في أنسجه الحيوانات والطيور، وعندما يأكلها الانسان تتولد عنده مقاومه بكتيرية ضد هذه المضادات، ونحتاج حالياً إلى عمل بروتوكولات علاجيه تتبع بدقة وعناية ويعاقب المخالف لضمان عدم تحور البكتريا مرة اخري ، كما أن الثروة الحيوانية لها أدويتها غير البشرية والتي يجب استعمالها والبعد نهائيا عن المضادات البشرية .
انطلاق الأسبوع العالمي للتوعية بمخاطر المضادات الحيوية
وانطلق أمس الأسبوع العالمى للتوعية بالمضادات الحيوية، والذى يستمر في الفترة من 18 إلى 24 نوفمبر، يهدف إلى التوعية بشأن مضادات الميكروبات إلى رفع الوعي بمخاطر مقاومة مضادات الميكروبات على الصعيد العالمي، والحث على تطبيق أفضل الممارسات في أوساط الجمهور عامةً، والعاملين الصحيين، ومقرري السياسات، من أجل وقف المزيد من ظهور وانتشار أشكال العدوى المقاومة للأدوية .
وقالت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها ، إنه مع تصاعد المقاومة التي تواجهها مجموعة متزايدة من الأدوية، قررنا توسيع نطاق هذه الحملة من التركيز على المضادات الحيوية لتشمل جميع أنواع مضادات الميكروبات، وشعار الأسبوع العالمي للتوعية بشأن مضادات الميكروبات لعام 2020، لقطاع الصحة العامة هو “متحدون للحفاظ على مضادات الميكروبات”.
وفي إطار التعاون الثلاثي مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، فإننا ندعو جميع قطاعات المجتمع إلى مناصرة برنامج عمل جريء وموحّد يهدف إلى إلحاق الهزيمة بهذا الخطر العالمي الذي يهدد الصحة والتنمية.
وأضافت المنظمة، ستسلط فعاليات الأسبوع العالمي الضوء على الحاجة إلى حماية الأدوية الحاسمة الأهمية وليس فقط المضادات الحيوية، بما في ذلك مضادات الفيروسات ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات، التي تكتسي أهمية حرجة في معالجة مختلف أشكال العدوى لدى الإنسان والحيوان والنبات.