بادئ ذي بدء أجزم بأننا لسنا ضد أي مهنة أيما كانت، ولكننا ضد السفه إلى حد العته أن ننفق على ما يمتعنا أكثر مما ينفعنا!!!
شهدنا ذلك في العقود الماضية …لاعب كرة وممثل ومطرب وغيرهم بغض النظر عن موهبته يتقاضون أرقاماً فلكية ومبالغ طائلة من أجل ترفيه مؤقت أو نصيحة مكررة، وحتى قد تكون بالية أو تجسيد لواقع نعيشه ونعلمه وذلك في جميع بلادنا!
لسنا ضد المبدأ، ولكن أن يكون ضمن المعقول المقبول… فمن سمح بهذا التهويل العبثي في الإنفاق وأن يكون فوق تصور البشر وفي جميع أنحاء العالم…للأسف إنه أنت ومن حولك والآلة الإعلامية الرهيبةالموجهة التي سمحت وياللعبث أن يتبأووا هم صدارة المشهد دون حتى أن نشاركهم فيه!!
شاء القدر أن يرسل لنا ماينير بصائرنا ويغير نظرتنا ويجعلنا نعيد ترتيب أولويات اهتماماتنا!!
علمنا وشاهدنا بأم أعيننا أنه في وقت الشدة والأزمات أن مابالغنا في تقديره أمكن الاستغناء عنه والبقاء بدونه وأن مابالغنا في بخسه وتهوينه هو أهم مااحتجنا إليه بل كان هو طوق النجاة لبقائنا وبقاء كل مظاهر حياتنا وترفيهنا.
أزعم أننا تعلمنا فقه الأولويات وأزعم أننا أدركنا أننا من يضع أناساً فوق قدرهم على غير الحقيقة.
لماذا هو وليس أنت …أنت أيضاً تستحق أن تغدق عليك الأموال …أنت في مجال عملك تستحق كل الثناء والتقدير وكلٌ في تخصصه ومجاله لأنه بدونك أيضاً لن تتقدم الأمم ولن يبقى أو يستمر هو…فلماذا هو؟
مرة أخرى لسنا ضد المبدأ ولكن لماذا هذا التهويل في التقدير المادي والمعنوي غير المبرر …
إن وضعت أنت أحداً فوق قدره فتوقع أن يضعك هو دون قدرك.
وعياً وإدراكاً لابد ألا نعيد إنتاج تلك الحالة المجتمعية العبثية مرة أخرى وأن نعمل سوياً على وضع الأمور في نصابها.
ليس فردياً ولكن مجتمعياً وحتى بتقنين ذلك حكومياً إن أمكن
ابدأ بنفسك أولا…يالها من أمنية واهٍ واهٍ من آفة النسيان…
أ.د إسلام البارودي
استشاري طب الأطفال -جامعة القاهرة