أعلنت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية “البنتاغون” أن قاذفات القنابل الاستراتيجية بعيدة المدى من طراز “بي – 52 إتش ستراتوفورتريس”، التي تنتمي إلى سرب “المقاتلات الاستراتيجية الثاني” في سلاح الجو الأميركي، نفذت مهمة دفاعية جوية بعيدة المدى في أواخر يناير الماضي.
واستغرقت المهمة مدة زمنية قصيرة في الشرق الأوسط، وهي ثالث مهمة تجريها تلك القاذفات بمشاركة حلفاء للولايات المتحدة في المنطقة خلال عام 2021.
وقالت مجلة “إير فورس تايمز” إن قاذفات القنابل الاستراتيجية، التي يطلق عليها الخبراء العسكريون “باف”، أقلعت من قاعدة باركسدال الجوية في لويزيانا، للمشاركة في مهمة جوية دورية صممت لدحر هجوم في المنطقة، والقيام بمهام تكاملية مع مراكز العمليات الجوية وغيرها من فروع ووحدات وأسراب سلاح الجو الأميركي، بما فيها مقاتلات “إف -15 إي” المعروفة باسم النسور الضاربة، و”إف – 16″ (الصقور المحاربة)، وطائرات خزانات الوقود من طراز “كيه سي- 10 إكستندر”، وطراز “كيه سي- 135 إكستندر” والمستخدمة في تموين الوقود للمقاتلات أثناء القيام بمهامها الجوية بعيدة المدى.
ولفتت المجلة إلى أن قاذفات القنابل الاستراتيجية بعيدة المدى “بي – 52 إتش ستراتوفورتريس”، ذات المحركات الثمانية والتي تعمل طرازاتها المختلفة والمطورة في سلاح الجو الأميركي منذ عام 1954، نفذت مهامها الجوية بمشاركة مقاتلات تابعة لحلفاء في منطقة الشرق الأوسط. ولم تكشف المجلة عن المزيد من المعلومات بهذا الصدد.
اقرأ أيضًا:
وزير الخارجية يستقبل الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين عسكريين قولهم إن الولايات المتحدة ليس لديها النية لالتقاط الأنفاس أو التوقف عن تنفيذ مثل تلك المهام خلال الأشهر المقبل بعد أن قامت بست مهام في الشرق الأوسط منذ نوفمبر الماضي، كما أفادوا أن الواقع يؤكد أن هناك المزيد من المهام التي ينتظر أن تنفذها قوة القاذفات الاستراتيجية خلال أشهر الربيع.
وأضاف المسؤولون العسكريون أن مهمة السابع والعشرين من يناير الماضي كانت مدرجة في خطط سلاح الجو الأمريكي منذ أسابيع، ولم تكن استكمالاً أو رداً على حدث معين.
ودخلت الولايات المتحدة منذ شهور عدة في حالة استنفار تحسباً لهجمات مدعومة من إيران، وهي الحالة التي تزامنت تقريباً مع انطلاق الانتخابات الرئاسية في مطلع نوفمبر الماضي وارتفعت حالة الحذر بحلول الثالث من يناير الماضي، الذي يتزامن مع الذكرى السنوية لتنفيذ سلاح الجو الأميركي ضربة استهدفت قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني.
غير أن النهج الحذر واستمرت حالة الاستنفار الأميركية، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة وإيران إلى صياغة علاقة جديدة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، لكن ظهور قاذفات القنابل الاستراتيجية بعيدة المدى “الباف” في الأفق، دائما ما يحمل دلالات ورسائل تعنيها الإدارة الأميركية.
وقال مسؤول عسكري بارز لصحيفة “وول ستريت جورنال”: “نيتنا هي أن نحافظ على وضعية دفاعية راسخة، لردع أي هجوم في المنطقة، ومساندة الاستقرار الإقليمي، وطمأنة حلفائنا.. نعلم أن سياسة الولايات المتحدة تتطور حيال إيران في الوقت الراهن، وأن الإدارة الأميركية ستتخذ بعض القرارات خلال الفترة المقبلة، ولست على دراية مطلقا بشأن ما هية تلك القرارات، لكن إذا واصلنا ردع العداء الإيراني، فإن ذلك سيتيح لصناع القرار مساحات أوسع لاتخاذ القرار أثناء رسمهم للسياسات”.
كانت المهام السابقة التي نفذتها قاذفات القنابل الاستراتيجية بعيد المدى من طراز “بي -52 إتش ستراتوفورتريس” خلال العام الجاري في الثامن والسابع عشر من يناير الماضي.
من جانبه، قال المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأميركية، رائد البحرية بيل أوربان، في بيان صدر في الثامن من يناير الماضي، إن “أميركا لا تسعى للصراع”، مستطرداً “تلك المهمة تمثل نهجاً معيارياً لإظهار أننا ملتزمون بالدفاع عن قواتنا في المنطقة، وأننا قادرون على الرد على أي اعتداء في أسرع وقت”.