تحل اليوم الجمعة ذكرى ميلاد الفنان الراحل زكي رستم “ابن الباشا”، صاحب أكبر بصمة مؤثرة في تاريخ الشر بالسينما المصرية ، في مستهل الأعمال التليفزيونية بعهد الأبيض والأسود.
وتميز رستم في تقديم أعماله ، بتجسيد شخصيات قوى الشر والظلام ، حيث استطاع ان ينال كرهًا كبيرًا من مشاهدي التليفزيوني المصري آنذاك بأدواره ، مما يدل على نجاحه الباهر الذي حققه الفنان الراحل.
وكان لدى رستم نظره ثاقبة ، تملئ عيونه الظلم والطغيان ، وانفرد بأسلوبه وآدائه على عكس الفنانين الآخرين ، ليتميز ببصمته الفنية منفردًا بها بينهم ، تاركًا خلفه ما يقارب الـ60 عملا فنيا بجانب أعماله المسرحية.
ولد زكي رستم عام 1903 في حي الحلمية بالقاهرة , كان ينتمي لأسرة أرستقراطية من اغنى العائلات في مصر في هذا الوقت , و كان والده عضوا بارزا في الحزب الوطني , و صديقا شخصيا للزعيمين مصطفى كامل و محمد فريد
رغب والده في الحاقه بكلية الحقوق الا انه رفض استكمال تعليمه الجامعي ليختار التمثيل , و كان ذلك نوع من انواع التنمرد على التقالييد العائلية , مما دفع أسرته لطرده من المنزل لتصاب بالشلل أثر حزنها على فراقه
لم يعير زكي الامر اهتماما بل واصل في حبه للتمثيل , و استطاع ان يفرض نفسه على الساحة الفنية و بقوة و تميز في لعب أدوار مهمة في السينماا المصرية و كانت لشخصيته القوية دور كبير في براعة تجسيد شخصية الباشا في أكثر أعماله بواقعية، بسبب انتمائه لتلك العائلة الأرستقراطية .
نشأت بين الفنان زكي رستم و الفنان عبد الوارث عسر صداقة حقيقة , حتى عرض عليه الانضمام لاحدى الفرق المسرحية , و كانت تلك هيا الخطوات الاولى لانطلاقه
وفي عام 1930 أسند إليه المخرج محمد كريم، بطولة الفيلم الصامت “زينب” وأدى دور حسن، أمام بهيجة حافظ، دولت أبيض، وحسين عسر، وسراج منيروكان من تأليف الدكتور حسين هيكل، وإنتاج يوسف وهبي.
بلغ رصيده الفنى من 240 فيلماً، ولكن المشهور منها والموجود حوالي 55 فيلماً فقط، فقدم على سبيل المثال “العزيمة” 1939، و”إلى الأبد” 1941، و”الشرير” 1942، و”عدو المرأة” 1945، و”خاتم سليمان” و”ياسمين” و”معلش يا زهر” 1947، و”بائعة الخبز” 1953، و”الفتوة” 1957، و”امرأة على الطريق” 1958، وآخر أفلامه “أجازة صيف”
وفاته :
أصيب بضعف السمع في أوائل الستينات حتى فقد سمعه تماماً، مما اضطره لترك عمله ، ليعيش بمنزل صغير بوسط القاهرة. وفي منتصف فبراير أصيب بأزمة قلبية حادة، نُقل على إثرها إلى المستشفى حتى توفي عام 1972عن عمر 69 عاماً، ولم يحضر جنازته أحد