علاقات تاريخية هامة شهدها قصر الإتحادية اليوم بين مصر وقبرص، وتعاون مثمر بين البلدين في شتى المجالات، ومصر تُعد من أوائل الدول التي اعترفت بجمهورية قبرص، فور إعلان إستقلالها، وتوجت العلاقات التاريخية التي حدثت بين البلدين صباح اليوم، والتي عُقدت للمرة الأولى برئاسة واحتضنتها القاهرة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس القبرصي.
مساعد وزير الخارجية الاسبق: قبرص تساعد مصر في قضية سد النهضة
وعلق السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، على الإجتماع الذي عُقد صباح اليوم بين مصر وقبرص قائلًا، قبرص دولة ذات سيادة وعضو في الإتحاد الأوروبي، وعندما يتم بحث قضية سد النهضة في الإتحاد الأوروبي حينئذٍ تقف قبرص بجانب مصر وهذا يعد من أكبر المكاسب لمصر ولـ قضية سد النهضة وكذلك بيحدث إتصالات بين الإتحاد الأوروبي ودول اخرى، وتفهموا الموقف المصري.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريحات خاصة «أوان مصر»، قبرص لها تصويت في الإتحاد الأوروبي والجمعية العامة في الأمم المتحدة، وأي موضوع مصري يتم طرحه على الامم المتحدة نضمن بأن قبرص ستقف مع الجانب المصري.
وأشار إلى أن، قبرص دول مستقلة ذات سيادة وأصبحنا نتبادل المصالح المشتركة في شرق المتوسط وبالنسبة للاستغلال الأمثل للثروات النفطية والغازية في قاع المتوسط، وتوجد علاقات تعاونية كبرى بين البلدين، والدولة المصرية تؤيد قبرص في مواجهتها مع التهديدات التركية والعلاقات المصرية القبرصية ليست واليدة اليوم، وقبرص دائمًا تؤيد مصر في شتى القضايا التي تُعرض على الامم المتحدة.
خارجية النواب: حرص السيسي على توثيق العلاقات الخارجية بالمشاريع الاستثمارية
ومن جانبه وقالت النائبة غادة عجمي عضو لجنة العلاقات الخارجية بـ مجلس النواب، تواصل الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قبرص لها اهمية خارجية كُبرى، مشيرة إلى أن قُبرص كانت علاقتها منقطعة بشكل تام مع مصر في العقود الماضية.
وأضافت البرلمانية في تصريحات خاصة لـ «أوان مصر»، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على توثيق التواصل مع قبرص عن طريق مشاريع استثمارية وإقتصادية، ومنذ العقود الماضية كانت قبرص علاقتها منقطعة مع مصر، ولكن الرئيس السيسي داعمها بكل قوة، وهذه الاستثمارات تعود بالنفع على البلدين، مؤكدة على أن العلاقات الخارجية المصرية بدأت في النمو والإزدهار.
وأشارت إلى أن الإجتماع الذي حدث بين البلدين يؤكد على قوة العلاقات في جميع المجالات المختلفة.
إجتماع اللجنة الحكومية ىالعليا
واستقبل الرئيس السيسي اليوم بقصر الاتحادية الرئيس القبرضي نيكوس أناستاسياديس، للمشاركة في أعمال اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص فى القاهرة، والتي تعقد للمرة الأولى على المستوى الرئاسي.
وعقد الرئيسين جلسة مباحثات ثنائية، تلاها اجتماع اللجنة الحكومية العليا، حيث رحب الرئيس السيسى بالرئيس القبرصي والوفد الوزاري المرافق له في بلدهم الثاني مصر، مؤكداً أهمية العمل على استثمار ما يتوفر لدى البلدين الصديقين من إمكانات كبيرة لتحقيق مصالحهما المشتركة بما يمثل نموذجاً يحتذى به على المستوى الإقليمي في الترابط والتعاون.
وثمن الرئيس حرص مصر وقبرص على ترفيع الإطار العام للعلاقات الثنائية من خلال تدشين اللجنة العليا للتعاون الثنائي بين البلدين على المستوى الرئاسي، وهو ما يعكس الاهتمام بتعزيز ودفع العلاقات لمستوى متقدم، ويؤكد على الرغبة السياسية المشتركة لتفعيل وتطوير المشروعات القائمة، وإطلاق مجالات جديدة للتعاون بين البلدين، ومتابعة تنفيذها على أعلى مستوى وبشكل دوري، وبما يتسق مع العلاقات السياسية المتميزة التي وصلت مؤخراً إلى مستوى غير مسبوق من الشراكة.
تدشين اللجنة الحكومية يمثل خطوة جديدة في العلاقات بين البلدين
من جانبه، أعرب الرئيس القبرصي عن سعادته بزيارة القاهرة، موجهاً الشكر للرئيس السيسى على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ومؤكد اًما يجمع الشعبين المصري والقبرصي من روابط حضارية واجتماعية وطيدة ممتدة عبر التاريخ، واعتزاز بلاده بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر، والحرص على مواصلة تعزيز تلك العلاقات والارتقاء بمحاورها المختلفة.
وأكد الرئيس القبرصي أن تدشين اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص على المستوى الرئاسي من شأنه أن يمثل خطوة جديدة على طريق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والتي باتت ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمي، وبما يعظم استفادة الجانبين من الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون الثنائي، ويضيف مزيداً من الزخم إلى هذا التعاون المثمر في القطاعات المختلفة.
وشهدت إجتماعات اللجنة الحكومية العليا بين البلدين استعراض مختلف في أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، خاصةً في عدد من المجالات التي تحمل فرصاً واعدة كمسارات للتعاون المستقبلي، وعلى رأسها مجال الطاقة بأطره القائمة مثل مشروعات الربط الكهربائي، أو أطر جديدة ممكنة في هذا القطاع مثل مشروعات الطاقة المتجددة، مع التأكيد على في هذا السياق على أهمية الإسراع في خطوات تنفيذ مشروع خط الأنابيب الذي سيربط حقل “افروديت” القبرصي بمحطتي الإسالة المصرية في إدكو ودمياط تمهيداً للتصدير للأسواق الأوروبية.
المجالات التي تمت مناقشتها في الإجتماع
وتطرقت المباحثات إلى مناقشة عدد من القطاعات والمجالات الأخرى، مثل التعاون في مجالات الأمن والدفاع، والزراعة والاستزراع السمكي والسياحة والثقافة والنقل، فضلاً عن جهود رفع معدلات التبادل التجاري والاستثماري بالشراكة مع القطاع الخاص ومجتمع رجالالأعمال من الجانبين، بالإضافة إلى التعاون في مجالات البحث العلمي والتعليم العالي.
وفي ختام المباحثات؛ جدد الرئيسان التأكيد على أن عقد اللجنة الحكومية العليا على المستوى الرئاسي يعد بمثابة قاعدة انطلاق إضافية جديدة على صعيد تعزيز وترسيخ التعاون والتكامل بين البلدين الصديقين، وتأكيداً للخط الصاعد في العلاقات الثنائية والإرادة السياسية المتبادلة لتحقيق مصالح الشعبين، والانطلاق بتلك العلاقات لآفاق أرحب ومجالات أوسع للتعاون البناء والمثمر، مع التشديد على ضرورة العملعلى ترجمة هذا الالتزام السياسي إلى مشروعات وبرامج محددة تحقق مصلحة الجانبين في مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية، خاصةً من خلال تذليل كافة العقبات على المستوى التنفيذي والفني، بما يدعم الجهود المشتركة لتحقيق التنمية الشاملة المنشودة لمصلحة الشعبين العريقين.