كتبت – سماح عثمان
لعبوا على أحلام الشباب، لم يجدوا في طريق النصب مصاعب، سلبوا مافي جيوب الباحثين عن مصدر رزق، لم يهتموا بظروفهم الصعبة وحلمهم بإيجاد فرصة للدخل، لجأ إليهم الكثير من أجل المساعدة في الحصول على عمل لمواجهة ظروف الحياة الصعبة، أسسوا مايطلق عليهم “شركات التوظيف” ولكنها أصبحت سيئة السمعة لتجاربها في النصب على الشباب..”أوان مصر” بحثت عن قصص النصب والخداع وسرقة جيوب الشباب.
قالت “ولاء محمد” تخرجت من الجامعة وبحثت كثيرا عن فرصة عمل ولكن كلما أجري مقابلة شخصية لم يتم الرد عليا وبالتالي أعرف أننى غير مناسبة، فالخبرة مطلوبة في كل الوظائف وأنا حديثة التخرج ليس لدي خبرة، كما علمت أن معظم هذه الوظائف محجوزة لأقارب ومعارف المديرين.
وقالت، لجأت لشركات التوظيف لأن لهم علاقات مباشرة مع أصحاب الشركات والمصانع ولديهم قائمة بالوظائف المتاحة لأختار مايناسبنى من حيث المهارات وقرب السكن للعمل، وفوجئت بأن هناك استمارة “أبلكيشن” برسوم من أجل التقدم للوظيفة، ولأنني أحتاج للعمل وأختصر الطريق قمت بدفع المبلغ المطلوب وكان 100 جنيه مقابل ملئ الاستمارة، وكنت مقتنعة بأنني سأحصل على الوظيفة حتما، فلايمكن أدفع مبلغ ولا أعمل، وكانت الصاعقة في أن الاستمارة مصيرها الأدراج والمبلغ الذي دفعته راح هباءا، وبالطبع تقوم الشركة بجمع مبالغ يوميا من الشباب ومازالت تعمل دون رادع.
فيما قال “محمد السيد” 27 عاما، كنت أعمل في شركة سياحة بعد تخرجي ولكن بعد مرور البلد بالأحداث السياسية المتتالية وسقوط الطائرة الروسية، وتضررت السياحة بشكل كبير ومن هنا جلست في المنزل وأصبحت عاطلا بل عمل، فبحثت عن وظيفة من خلال مواقع التوظيف على الإنترنت وبالطبع لاأعلم مدى مصداقيتهم ولكننى مضطر للبحث وإجراء المقابلات الشخصية “الانترفيو”.
المزايا خدّاعة.. شاب يهدد صاحب شركة بالفضيحة بعد النصب عليه
وأضاف “السيد”، وجدت إعلانات بمزايا مغرية بمرتب عالي وسكن للمغتربين وتوفير وسيلة مواصلات وبعض الوظائف تضيف وجبة، كل هذه مزايا يبحث عنها أي شاب يحتاج للعمل وبالتالي قمت بالتواصل مع الرقم الموجود وأخذت موعدا للإنترفيو فطلبوا مني 200 جنيه رسوم لإستمارة التقديم ولأننى أحتاج للعمل وافقت ودفعت المبلغ المطلوب ومر أسبوعين ولم يتصل بي أحد من أجل استلام العمل، راودني الشك في جدية هذه الشركة فقمت بالتوجه إليهم مرة أخرى وقابلت السكرتيرة المسئولة عن إدخال الشباب للمدير فطلبت منها مقابلته لأستفسر عن الأمر وعندما أصرت على معرفة السبب قلت لها أنني أريد استرداد المبلغ ولكنها قالت لى “ماينفعش أرجع لك الفلوس، لكن من الممكن أن تفوت علينا بعد أسبوع لحين أن نوفر لك فرصة عمل أخرى، ولأنهم نصابون، طلبت مقابلة المسئول عن تلك الشركة، وبعد تهديده بأن ما يقوم به نصب، وأنه في حالة عدم استرجاع المبلغ سأخرج إلى صالة استقبال المتقدمين لشغل الوظائف الوهمية وسأخبرهم بما جرى، أعاد لى المبلغ طالبًا عدم الشوشرة”.
أهل البيت فرقاء..فتاة تحكى قصة عملها معهم والنصب عليها
واقعة أخرى مشابهة ولكن الضحية لم تكن باحثة عن العمل بل أنها كانت تعمل في شركة التوظيف ولكن أهل البيت فرقاء، سردت “منار سعيد” قصة النصب عليها فقالت، تقدمت للعمل كسكرتيرة للعمل بتلك الشركة، وطلبوا مني الإعلان عن وظائف المصانع المتعاقد معها وجلب الشباب وملئ الاستمارة بدفع 50 جنيه عن كل فرد.
تضيف منار، بالفعل قمت بالإعلان واستقدمت الشباب لدفع المبلغ ظنا مني أن الشركة تقوم بتوظيفهم بالفعل، ولكن اكتشفت الحقيقة كاملة فيما بعد عندما نصبوا عليا بعدم دفع راتبي والمماطلة في ذلك، حتى قال لي صاحب الشركة أنه مفلس ولايوجد لديه مايدفعه لراتبي رغم أنه جمع مبلغ كبير من الشباب المتقدمين للعمل.
قانون العقوبات: السجن سنة للمحتال والنصاب
ويعرف قانون العقوبات جريمة النصب أنها من الجرائم التى تمثل الاعتداء على الملكية لأن الجانى يهدف من استعمال الأساليب الاحتيالية إلى الاستيلاء على كل أو بعض مال الغير، وذلك يحمل المجنى على تسليمه ماله بتأثير تلك الأساليب الاحتيالية.
وتنص المادة (336 عقوبات) على:
“يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أى متاع منقول وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها أما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو احداث الأمل بحصول ربح وهمى أو تسديد المبلغ الذى أخذ بطريق الاحتيال، أو ايهامهم بوجود سند دين غير صحيح أو سند مخالصة مزور، وإما بالتصرف فى مال ثابت أو منقول ليس ملكا له ولا له حق التصرف فيه، وأما باتخاذ اسم كاذب أو صفه غير صحيحة، أما من شرع فى النصب ولم يتممه فيعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة، ويجوز جعل الجانى فى حالة العود تحت ملاحظة الشرطة مدة سنة على الاقل وسنتين على الأكثر”
نائب : انتشار شركات التوظيف النصابة في طلب إحاطة للحكومة
وجه جون طلعت، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، طلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير القوى العاملة بشأن انتشار شركات التوظيف الوهمية والتي تتخصص في النصب على الباحثين عن فرص العمل، وقال النائب: بعض القنوات الفضائية بها عدد كبير من الإعلانات الخاصة بتوفير فرص عمل بمرتبات كبيرة تصل في بعض الأحيان إلى 7 آلاف جنيه مع امتيازات إضافية مثل توفير المسكن والواجبات.
وتابع: “بعد تواصل الباحث عن العمل مع هذه الشركات يتم تحديد موعد المقابلة ليفاجئ بأنها شركات توظيف، ويتم ملء استمارة مقابل مبلغ يختلف من شركة إلى أخرى، وبعد إجراء المقابلة يتم طلب مبلغ آخر تحت مسمى “سمسرة” لا يقل عن 500 جنيه”، موضحا أنه أثناء المقابلة وبعد دفع المبلغ المتفق عليه يفاجئ الشباب بعدم وجود فرص عمل من الأساس وكل ما يتم الإعلان عنه نصب لاستغلال حاجة الشباب وتحصيل مبالغ كبيرة منهم.