كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، ملابسات بلاغ تلقاه مركز شرطة قوص بمديرية أمن قنا، بالعثور على جثة طفلة 10 سنوات، تدعى ريتاج، مقيمة بإحدى القرى دائرة المركز، وبها كدمات وسحجات متفرقة بالجسم، مُلقاة داخل زراعات القصب الملاصقة لمحل سكنها.
تبين أن الطفلة غادرت محل سكنها وتوجهت للاحتفال بعُرس إحدى الفتيات من جيرانها بالقرية ولم تعود إلى مسكنها.
خلال التحريات، تم تشكيل فريق بحث جنائي برئاسة قطاع الأمن العام، بمشاركة الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا؛ أسفرت جهوده أن وراء ارتكاب الواقعة أحد الأشخاص، مقيم بذات القرية.
وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وقرر أنه في أثناء تواجده بحفل العُرس شاهد الطفلة فاستدرجها للزراعات بقصد التعدي عليها ولدى محاولته ذلك، قاومته فدفعها أرضًا فارتطمت رأسها بحجر، وعقب ذلك خنقها حتى فارقت الحياة خشية افتضاح أمره.
تعرف على عقوبة ارتكاب جريمة القتل بقانون العقوبات
نصت الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات على أنه “يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية القتل العمد) بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى”.
وأوضحت أن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمدى، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، مما يعنى أن هناك تعدداً فى الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.
وتقضى القواعد العامة فى تعدد الجرائم والعقوبات بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد فى حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطاً لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات)، وقد خرج المشرع، على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمد فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلاً هذا الاقتران ظرفاً مشدداً لعقوبة القتل العمدى، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم، الذى يرتكب جريمة القتل وهى بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه فى نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى فى فترة زمنية قصيرة.
شروط التشديد:
يشترط لتشديد العقوبة على القتل العمدى فى حالة اقترانه بجناية أخرى ثلاثة شروط، وهى: أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل عمدى مكتملة الأركان، وأن يرتكب جناية أخرى، وأن تتوافر رابطة زمنية بين جناية القتل والجناية الأخرى وتصل عقوبته للاعدام.
ارتكاب جناية القتل العمدى:
يفترض هذا الظرف المشدد، أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل، فى صورتها التامة. وعلى ذلك، لا يتوافر هذا الظرف إذا كانت جناية القتل قد وقفت عند حد الشروع واقتران هذا الشروع بجناية أخرى، وتطبق هنا القواعد العامة فى تعدد العقوبات.
كذلك لا يطبق هذا الظرف المشدد إذا كان القتل الذى ارتكبه الجانى يندرج تحت صورة القتل العمد المخفف المنصوص عليها فى المادة 237 من قانون العقوبات حيث يستفيد الجانى من عذر قانونى يجعل جريمة القتل، كما لا يتوافر الظرف المشدد محل البحث ومن باب أولى، إذا كانت الجريمة التى وقعت من الجانى هى “قتل خطأ” اقترنت بها جناية أخرى، مثال ذلك حالة المجرم الذى يقود سيارته بسرعة كبيرة فى شارع مزدحم بالمارة فيصدم شخصاً ويقتله، ويحاول أحد شهود الحادث الإمساك به ومنعه من الهرب فيضربه ويحدث به عاهة مستديمة، ففى هذه الحالة توقع على الجانى عقوبة القتل غير العمدى، بالإضافة إلى عقوبة الضرب المفضى إلى عاهة مستديمة.