بدأت صباح اليوم الأحد، جلسات المؤتمر الثالث والأربعين لقادة الشرطة والأمن العرب المنعقد بتونس بحضور كلا من إلياس الفخفاخ، رئيس الحكومة في الجمهورية التونسية و الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية،الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، ورئيس الدورة السادسة والثلاثين للمجلس و وزراء الداخلية فى الدول العربية الاعضاء.
واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، حيث قال يشرفني وهذا المجلس يلتئم مرة أخرى في عاصمة التعاون الأمني العربي، تونس العزيزة، أن أرفع إلى مقام الرئيس قيس سعيّد، حفظه الله ورعاه، أخلص مشاعر المودة والاحترام، مقدراً كل التقدير تكرم بشمول هذه الدورة برعايته ، ومجدداً الإعراب عن امتناننا لدعمه الموصول للعمل العربي المشترك، وللعناية الكريمة التي يوليها لمجلس وزراء الداخلية العرب وأمانته العامة.
الإرهاب يشكل العنصر الأبرز
وقال الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، نجتمع اليوم وما يزال الإرهاب يشكل العنصر الأبرز في سلم التحديات الإجرامية التي تواجهها المنطقة العربية والعالم أجمع. فلم يعد بإمكان أي دولة ولا أي تجمع إقليمي الادعاء بأنه بمنأى عن الإرهاب أو بمعزل عن تداعياته الخطيرة. وإن العمليات الإرهابية التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة تدل بما لا يدع مجالا للشك على أن الإرهاب لا دين له ولا عرق.
و أشار قائلا: إلى الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا مقهيين في مدينة هاناو في ألمانيا قبل نحو أسبوع للدلالة على أن الدوافع التي تقف وراء الأعمال الإرهابية هي ذاتها في كل مكان: العنصرية والتأويل الخطأ للتعاليم الدينية السمحة والسعي المقصود إلى تأجيج مشاعر الكراهية والإقصاء، وتدمير علاقات المودة والإخاء بين الأمم والشعوب.
وأضاف لقد حقق مجلسنا هذا العام ـ كدأبه كل سنة ـ خطوة بارزة على صعيد مكافحة الإرهاب تمثلت في إصدار القائمة العربية السوداء لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية، بعد أن تم إدراج عدد من الكيانات عليها من قبل اللجنة القانونية المعنية، وفق المعايير المعتمدة من قبل المجلس.
وفي هذا الإطار كذلك سينظر المجلس اليوم في إنشاء فريق خبراء عربي يُعْنَى برصد التهديدات الإرهابية والتحليل الفوري للأعمال الإرهابية، وهو ما سيشكل خطوة عملية أخرى في سبيل تعزيز التعاون بين الدول العربية في مواجهة الإرهاب.
و أوضح الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، ان جدول أعمال هذا اللقاء يندرج عدد من المواضيع التي ينتظمها خيط رابط يتمثل في هاجس تطوير أدوات العمل وهياكله بحيث تستجيب للمستجدات الأمنية، فهناك تصور لتعديل اختصاصات المكاتب العربية المتخصصة وتسمياتها بما يسمح بزيادة فعالية معالجة المجلس للقضايا الأمنية المختلفة. وهناك تفعيل للمؤتمرات والاجتماعات التي تعقد في نطاق الأمانة العامة بهدف زيادة نجاعتها في تقاسم التجارب والممارسات الفضلى بين الدول الأعضاء. وهناك مشروع لاستراتيجية عربية لمواجهة جرائم تقنية المعلومات تضمن إضافة نوعية في هياكل المجلس هي إنشاء وحدة لتنسيق جهود الدول العربية في هذا المجال.
توطيد التعاون
وقال: لقد سعى مجلسنا الموقر خلال السنوات الماضية الى توطيد التعاون مع المنظمات الدولية المعنية بالشأن الأمني مثل الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) ومع المنظمات المنبثقة عن التجمعات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، وذلك امتثالا لدعوة مجلس جامعة الدول العربية بأن يكون التعاون مع هذه المنظمات من خلال الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب.
و حيي الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب جيل د َ كيركوف منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب و كاترين دَ بول، مديرة جهاز الشرطة الأوروبية (اليروبول) اللذين يشكل حضورهما معنا اليوم لأول مرة دليلا على الإيمان المشترك بضرورة تعزيز التعاون الأمني بين أوروبا والعالم العربي لا فقط في مجال مكافحة الإرهاب وإنما كذلك في مواجهة كل التحديات الإجرامية المشتركة كالهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات والجريمة السيبرانية وسائر أنماط الجريمة المنظمة.
مسار من التعاون الفني
وأكد الأمين العام لوزراء الداخلية العرب، إن هذا الحضور اليوم من الجانب الأوروبي يأتي تتويجا لمسار من التعاون الفني بدأ منذ بضع سنوات مع المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب ومشروع مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للمفوضية الأوروبية والوكالة الأوروبية لحرس الحدود وخفر السواحل وأسفر عن تنظيم عدة أنشطة مشتركة ناهيك عن برمجة عدة فعاليات لهذه السنة من بينها مؤتمر أورو-عربي حول أمن الحدود ولقاء مشترك حول احترام حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب، يعقد بالتزامن مع المؤتمر السنوي للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية، وذلك انسجاما مع حرص المجلس على أن تظل مكافحة الإرهاب ومواجهة الإجرام محاطة بسياج منيع من احترام حقوق الإنسان ومراعاة كرامته.
وأشار أمين مجلس وزراء الداخلية العرب، ولا بد أن أثمن هنا العلاقة المتميزة بين الأمانة العامة ومنظمة الأمم المتحدة ممثلة بمكتبها المعني بالمخدرات والجريمة ومكتبها المعني بمكافحة الإرهاب الذي بدأنا معه هذا العام مسارا سيفضي بحول الله الى تطوير الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب لعام 1997م، في ضوء الركائز الأربع التي تقوم عليها استراتيجية الأمم المتحدة العالمية، مع أخذ الخصوصية العربية بعين الاعتبار.
وثمن الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، التعاون البناء القائم بيننا وبين المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) التي نعرض اليوم على المجلس صيغة مطورة لمذكرة التفاهم المبرمة معها، من شأنها أن تتيح تعاونا أكثر فعالية وأن تسمح بالنفاذ المتبادل الى قواعد البيانات الجنائية.