كتبت – سماح عثمان
“بدون وعي.. بدون فهم.. تغرب شمسك.. ترحل في ذهول.. في صمت مؤلم جريح تختنق المشاعر.. لكن الحقيقة أصعب مما يقال.. فوجع رحيلك عظيم.. كان أثقل من أن يتحمله البكاء.. حبيبي سيظل قلبي يبكيك إلى أن نلتقي”.. هذه ليست كلمات رثاء شاعر لصديقه المتوفي بل هي مشاعر حزن ووداع كلب حمله صديقه في صندوق خشبي ليقوم بتخصيص مدفن له لتظل ذكراه قائمة لاتنسى.
لا يهتم الناس في مصر كثيراً بالحديث عن حقوق الحيوان، فالثقافة الشعبية تحمل أمثالاً تقلل من شأنها، مثل «كلب وراح»، و»الجنازة حارة والميت كلب»، تعبيراً عن عدم اكتراث المصريين بمصير رفقاءهم على الأرض من الحيوانات، في حين تُربي آلاف الأسر حيوانات أليفة في منازلها، دون أن يكون هناك مكان محدد لمن يريد دفن حيواناته الأليفة، في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان، لكن مؤسسي نادي الجزيرة كان لهم رأي آخر تماماً.
فالنادي الذي تم تأسيسه عام 1882، هو الوحيد في مصر الذي يسمح لأعضائه بدخول حيواناتهم الأليفة، ويخصص مساحة لدفنها، نعم مقبرة حيوانات في قلب نادي الجزيرة في حي الزمالك الراقي.
على مسافة قرابة 500 متر من بوابة النادي تقع المقبرة ذات الأرضية الرملية، التي تضم أكثر من 50 شاهد قبر، على مساحة نحو 60 متراً محاطة بالأشجار، وتلتف من حولها ملاعب الجولف. ويضع أصحاب الحيوانات على قطعة من الرخام الأبيض اسم فقيدهم الحيوان، ونوعه، وتاريخ وفاته.
الكثير منا لا يعلم عن وجود مقابر للحيوانات الأليفة في مصر، والتي توجد بنادي الجزيرة لدفن اللكلاب والقطط، وهي موجودة منذ سنوات طويلة، ومخصصة للأعضاء فقط لدفن حيواناتهم، بينما هناك أعضاء لا يعرفون شيئًا عنها.
المكان هو مقابر القطط والكلاب بنادى الجزيرة، تجد به لوحات من الرخام مكتوب عليها اسم الحيوان، وتاريخ وفاته، ومسجل بعض عبارات الحزن على الفراق ومنها “هتوحشينى”، “وينى، ونيسة الأيام العظام التى منحت الحب والسلام”، “ميكى، غمرتنا بالحب والوفاء وكنت أعز وأخلص حبايب”.
يجري بهذه المقابر مراسم الدفن، التي تحمل دموع وأحزان أصحاب الكلاب والقطط الذين يودعون حيواناتهم بعبارات حزينة وورود علي قبورهم مثلما يفعل البشر في مقابرهم، بالمنطقة الواقعة بجانبي الجولف.